Pembersihan Para Nabi
تنزيه الأنبياء
للرضا بأحكام الله لأن فيه سؤالا له تعالى أن يكذب في إخباره وأن يفعل القبيح من حيث أخبر بأنه لا يغفر للكافر مع الإصرار مسألة فإن قيل إذا كان من مذهبكم أن دعاء الأنبياء (ع) لا يكون إلا مستجابا وقد دعا إبراهيم (ع) ربه فقال واجنبني وبني أن نعبد الأصنام وقد عبد كثير من بنيه الأصنام وكذلك السؤال عليكم في قوله رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي الجواب قيل له أما المفسرون فإنهم حملوا هذا الدعاء على الخصوص وجعلوه متناولا لمن أعلمه الله تعالى أنه يؤمن ولا يعبد الأصنام حتى يكون الدعاء مستجابا وبينوا أن العدول عن ظاهره المقتضي للعموم إلى الخصوص بالدلالة واجب وهذا الجواب صحيح ويمكن في الآية وجه آخر وهو أن يريد بقوله واجنبني وبني أن نعبد الأصنام أي افعل مجاوريهم من الألطاف ما يباعدنا من عبادة الأصنام ويصرف دواعينا عنها وقد يقال فيمن حذر من الشيء ورغب في تركه وقويت صوارفه عن فعله إنه قد جنبه ألا ترى أن الوالد قد يقول لولده إذا كان قد حذره من بعض الأفعال وبين له قبحه وما فيه من الضرر وزين له تركه وكشف له عما فيه له من النفع إنني قد جنبتك كذا وكذا ومنعتك منه وإنما يريد ما ذكرناه وليس لأحد أن يقول كيف يدعو إبراهيم (ع) بذلك وهو يعلم أن الله تعالى لا بد أن يفعل هذا اللطف المقوي لدواعي الإيمان لأن هذا السؤال أولا يتوجه على الجوابين جميعا لأنه تعالى لا بد أن يفعل اللطف الذي تقع الطاعة عنده لا محالة كما لا بد أن يفعل ما يقوي الدواعي إلى الطاعات والجواب عن هذه الشبهة أن النبي (ع) لا يمتنع أن يدعو بما يعلم أن الله تعالى سيفعله لا محالة على سبيل الانقطاع إلى الله تعالى والتذلل له والتعبد فأما قوله رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي فالشبهة تقل فيه لأن ظاهر الكلام يقتضي الخصوص
Halaman 36