171

بذلك إلا ما كان بينه وبينك وقد نقض فإذا شئت فأعد للحرب عدة وأذن لي في تقدمك إلى الكوفة فأخرج عنها عاملها وأظهر خلعه وننبذ إليه على سواء إن الله لا يحب الخائنين @HAD@ وتكلم الباقون بمثل كلام سليمان فقال الحسن عليه الصلاة والسلام أنتم شيعتنا وأهل مودتنا ولو كنت بالحزم في أمر الدنيا أعمل ولسلطانها أربض [أركض] وأنصب ما كان معاوية بأشد مني بأسا ولا أشد شكيمة ولا أمضى عزيمة ولكني أرى غير ما رأيتم ولا أردت بما فعلت إلا حقن الدماء فارضوا بقضاء الله وسلموا لأمره والزموا بيوتكم وأمسكوا أو قال كفوا أيديكم

وهذا كلام منه (ع) يشفي الصدور ويذهب بكل شبهة

وقد روي أنه (ع) لما طالبه معاوية بأن يتكلم على الناس ويعلمهم ما عنده في هذا الباب قام (ع) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن أكيس الكيس التقى وأحمق الحمق الفجور أيها الناس إنكم لو طلبتم ما بين جابلق وجابلس رجلا جده رسول الله (ص) ما وجدتموه غيري وغير أخي الحسين (ع) وإن الله قد هداكم بأولنا محمد (ص) وإن معاوية نازعني حقا هو لي فتركته لصلاح الأمة وحقن دمائها وقد بايعتموني على أن تسالموا من سالمت وقد رأيت أن أسالمه وقد رأيت أن ما حقن الدماء خير مما سفكها وأردت صلاحكم وأن يكون ما صنعت حجة على من كان يتمنى هذا الأمر وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين

وكلامه (ع) في هذا الباب الذي يصرح في جميعه بأنه مغلوب مقهور ملجأ إلى التسليم دافع بالمسالمة الضرر العظيم عن الدين والمسلمين أشهر من الشمس وأجلى من الصبح.

فأما قول السائل إنه خلع نفسه من الإمامة

فمعاذ الله لأن الإمامة بعد حصولها للإمام لا تخرج عنه بقوله

Halaman 172