Pembersihan Para Nabi
تنزيه الأنبياء
صحة هذا التأويل قول نوح (ع) إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وعلى هذا الوجه يتطابق الخبران ولا يتنافيان وقد روي هذا التأويل بعينه عن ابن عباس وجماعة من المفسرين والوجه الثاني أن يكون المراد بقوله تعالى ليس من أهلك أي أنه ليس على دينك وأراد أنه كان كافرا مخالفا لأبيه فكان كفره أخرجه من أن يكون له أحكام أهله ويشهد لهذا التأويل قوله تعالى على طريق التعليل إنه عمل غير صالح فتبين أنه إنما خرج عن أحكام أهله بكفره وقبح عمله وقد حكي هذا الوجه أيضا عن جماعة من أهل التأويل والوجه الثالث أنه لم يكن ابنه على الحقيقة وإنما ولد على فراشه فقال (ع) إن ابني على ظاهر الأمر فأعلمه الله تعالى أن الأمر بخلاف الظاهر ونبهه على خيانة امرأته وليس في ذلك تكذيب خبره لأنه إنما أخبره عن ظنه وعما يقتضيه الحكم الشرعي فأخبره الله تعالى بالغيب الذي لا يعلمه غيره وقد روي هذا الوجه عن الحسن ومجاهد وابن جريح وفي هذا الوجه بعد إذ فيه منافاة للقرآن لأنه تعالى قال ونادى نوح ابنه فأطلق عليه اسم البنوة ولأنه أيضا استثناه من جملة أهله بقوله تعالى وأهلك إلا من سبق عليه القول ولأن الأنبياء (ع) يجب أن ينزهوا عن هذه الحال لأنها تعيير وتشيين ونقص من القدر وقد جنبهم الله تعالى ما دون ذلك تعظيما لهم وتوقيرا ونفيا لكل ما ينفر عن القبول منهم وقد حمل ابن عباس قوة ما ذكرناه من الدلالة على أن تأويل قوله تعالى في امرأة نوح (ع) وامرأة لوط (ع) فخانتاهما أن الخيانة لم تكن منهما بالزنى بل كانت إحداهما تخبر الناس بأنه مجنون والأخرى تدل على الأضياف والوجهان الأولان هما المعتمدان في الآية فإن قيل أليس قد قال جماعة من المفسرين إن الهاء في قوله تعالى إنه عمل غير صالح راجعة إلى السؤال والمعنى أن سؤالك إياي ما ليس لك به علم عمل غير
Halaman 18