181

Penerangan

التنوير شرح الجامع الصغير

Editor

د. محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم

Penerbit

مكتبة دار السلام

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Lokasi Penerbit

الرياض

Genre-genre

موت إلا الموتة الأولى إلا من استثناه ربه فيلزم لهم موتة أخرى، وهذا السؤال ليس بخاص بهذا، بل يرد في نظائر، مثل كون الخليل ﵇ يكفل أطفال المسلمين، وأنَّهم أحياء وأشباه ذلك.
قلت: الجواب عن هذا: ما أفاده ابن القيم (١) في كتاب (الروح) ما حاصله: أن للأرواح شأنًا آخر تكون في الرفيق الأعلى في أعلى عليين، ولها اتصال بالبدن بحيث إذا سلم المسلم على الميت رد الله عليه روحه فيرد ﵇، وهي في الملأ الأعلى، وإنما يغلط أكثر الناس في هذا الموضع، حيث يعتقد أن الروح من جنس ما يعهد في الأجسام الذي إذا أشغلت مكانًا لم يكن أن تكون في غيره، فالروح في السموات وترد إلى القبر وتتصل به وتعرف الزائر، وترد ﵇ وهي في أعلى عليين، نحو روح رسول الله ﷺ في الرفيق الأعلى، وإنما يردها الله سبحانه إلى القبر فيرد السلام على من سلم عليه، وقد رأى النبي ﷺ موسى ﵇ قائمًا يصلي في قبره، ورآه في السماء السادسة أو السابعة، فإما أن تكون سريعة الانتقال والحركة كلمح البصر، وإما أن يكون المتصل منها بالقبر وفنائه بمنزلة شعاع الشمس وجرمها في السماء، وبهذا ندفع ما توهمه السائل من التعارض بين كونهم في القبر وفي السماوات، ويظهر أن الرؤية ليلة الإسراء والإخبار بأنَّ هؤلاء الرسل في السماء إنما هو للأرواح دون الأبدان، وأن الأرواح تكيف بكيفية يُدركها الرائي عليها، كالحسن ليوسف، والاستناد لإبراهيم، ويتضح هذا بما ذكره ابن القيم (٢) أيضًا من أن الأرواح حيّة لا تذوق الموت، وأن موت الأرواح هو خروجها من الأبدان، وأن كل روح متميزة عن الأخرى تأخذ من بدنها صورة تتميز بها عن غيرها، وأنَّ الحق أن الأرواح أجسام نورانية، فهذه

(١) الروح (ص١٠١).
(٢) الروح (ص ٤٤).

1 / 198