460

Pencerahan Miqbas dari Tafsir Ibn Abbas

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

Penerbit

دار الكتب العلمية

Lokasi Penerbit

لبنان

﴿فَانشُزُواْ﴾ فَارْتَفعُوا ﴿يَرْفَعِ الله الَّذين آمَنُواْ مِنكُمْ﴾ فِي السِّرّ وَالْعَلَانِيَة فِي الدَّرَجَات ﴿وَالَّذين أُوتُواْ الْعلم﴾ أعْطوا الْعلم مَعَ الْإِيمَان ﴿دَرَجَاتٍ﴾ فَضَائِل فِي الْجنَّة فَوق دَرَجَات الَّذين أُوتُوا الْإِيمَان بِغَيْر علم إِذْ الْمُؤمن الْعَالم أفضل من الْمُؤمن الَّذِي لَيْسَ بعالم ﴿وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ من الْخَيْر وَالشَّر ﴿خَبِير﴾
﴿يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد ﷺ وَالْقُرْآن ﴿إِذَا نَاجَيْتُمُ﴾ إِذا كلمتم ﴿الرَّسُول فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً﴾ نزلت هَذِه الْآيَة فى أهل الميسرة مِنْهُم من كَانُوا يكثرون الْمُنَاجَاة مَعَ رَسُول الله ﷺ دون الْفُقَرَاء حَتَّى تأذى بذلك النبى ﷺ والفقراء فنهاهم الله عَن ذَلِك وَأمرهمْ بِالصَّدَقَةِ قبل أَن يتناجوا مَعَ النبى ﷺ بِكُل كلمة أَن يتصدقوا بدرهم على الْفُقَرَاء فَقَالَ يأيها الَّذين آمنُوا بِمُحَمد ﷺ وَالْقُرْآن إِذا نَاجَيْتُم إِذا كلمتم الرَّسُول مُحَمَّدًا ﷺ فقدموا بَين يَدي نَجوَاكُمْ صَدَقَة قبل أَن تكلمُوا نَبِيكُم تصدقوا بِكُل كلمة درهما ﴿ذَلِك﴾ الصَّدَقَة ﴿خَيْرٌ لَّكُمْ﴾ من الْإِمْسَاك ﴿وَأَطْهَرُ﴾ لقلوبكم من الذُّنُوب وَيُقَال لقلوب الْفُقَرَاء من الخشونة ﴿فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ﴾ الصَّدَقَة يَا أهل الْفقر فتكلموا مَعَ رَسُول الله ﷺ بِمَا شِئْتُم بِغَيْر التَّصَدُّق ﴿فَإِنَّ الله غَفُورٌ﴾ متجاوز لذنوبكم ﴿رَّحِيمٌ﴾ لمن تَابَ مِنْكُم فَانْتَهوا عَن الْمُنَاجَاة لقبل الصَّدَقَة فَلَامَهُمْ الله بذلك فَقَالَ
﴿أَأَشْفَقْتُم﴾ أبخلتم يَا أهل الميسرة ﴿أَن تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ﴾ أَن تصدقوا قبل أَن تكلمُوا النبى ﷺ على الْفُقَرَاء ﴿فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُواْ﴾ إِن لم تعطوا الصَّدَقَة ﴿وَتَابَ الله عَلَيْكُمْ﴾ تجَاوز الله عَنْكُم أَمر الصَّدَقَة ﴿فأقيموا الصَّلَاة﴾ أَتموا الصَّلَوَات الْخمس ﴿وَآتوا الزَّكَاة﴾ أعْطوا زَكَاة أَمْوَالكُم ﴿وَأَطِيعُواْ الله﴾ فِيمَا أَمركُم ﴿وَرَسُولَهُ﴾ فِيمَا يَأْمُركُمْ ﴿وَالله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ من الْخَيْر وَالشَّر فَلم يتَصَدَّق مِنْهُم أحد غير عَليّ بن أبي طَالب تصدق بِدِينَار بَاعه بِعشْرَة دَرَاهِم بِعشر كَلِمَات سَأَلَهُنَّ النبى ﷺ
ثمَّ نزل فِي شَأْن عبد الله بن أَبى وَأَصْحَابه بولايتهم مَعَ الْيَهُود فَقَالَ ﴿أَلَمْ تَرَ﴾ ألم تنظر يَا مُحَمَّد ﴿إِلَى الَّذين تَوَلَّوْاْ﴾ فِي العون والنصرة ﴿قَوْمًا﴾ يَعْنِي الْيَهُود ﴿غَضِبَ الله عَلَيْهِم﴾ سخط الله عَلَيْهِم ﴿مَّا هُم﴾ يَعْنِي الْمُنَافِقين ﴿مِّنكُمْ﴾ فِي السِّرّ فَيجب لَهُم مَا يجب لكم ﴿وَلاَ مِنْهُمْ﴾ يَعْنِي الْيَهُود فِي الْعَلَانِيَة فَيجب عَلَيْهِم مَا يجب على الْيَهُود ﴿وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِب﴾ بِالْكَذِبِ بِأَنا مُؤمنُونَ مصدقون بإيماننا ﴿وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ أَنهم كاذبون فِي حلفهم
﴿أعد الله لَهُم﴾ لِلْمُنَافِقين عبد الله ابْن أبي وَأَصْحَابه ﴿عَذَابًا شَدِيدًا﴾ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة ﴿إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ بئْسَمَا كَانُوا يصنعون فِي نفاقهم
﴿اتَّخذُوا أَيْمَانَهُمْ﴾ حلفهم بِاللَّه الكاذبة ﴿جُنَّةً﴾ من الْقَتْل ﴿فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ الله﴾ صرفُوا النَّاس عَن دين الله وطاعته فِي السِّرّ ﴿فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾ يهانون بِهِ فِي الْآخِرَة
﴿لَّن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ﴾ كَثْرَة أَمْوَالهم أَمْوَال الْمُنَافِقين وَالْيَهُود ﴿وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ﴾ كَثْرَة أَوْلَادهم ﴿مِّنَ الله﴾ من عَذَاب الله ﴿شَيْئًا أُولَئِكَ﴾ المُنَافِقُونَ وَالْيَهُود ﴿أَصْحَابُ النَّار﴾ أهل النَّار ﴿هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ دائمون فِي النَّار لَا يموتون وَلَا يخرجُون مِنْهَا
﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ الله جَمِيعًا﴾ يَعْنِي الْمُنَافِقين وَالْيَهُود وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة ﴿فَيَحْلِفُونَ لَهُ﴾ بَين يَدي الله مَا كُنَّا كَافِرين وَلَا منافقين ﴿كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ﴾ فِي الدُّنْيَا ﴿وَيَحْسَبُونَ﴾ يظنون ﴿أَنَّهُمْ على شَيْءٍ﴾ من الدّين ﴿أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ﴾ عِنْد الله فِي حلفهم
﴿استحوذ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَان﴾ غلب عَلَيْهِم الشَّيْطَان فَأَمرهمْ بِطَاعَتِهِ فأطاعوه ﴿فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ الله﴾ حَتَّى تركُوا ذكر الله طَاعَة الله فِي السِّرّ ﴿أُولَئِكَ﴾ يَعْنِي الْيَهُود وَالْمُنَافِقِينَ ﴿حِزْبُ الشَّيْطَانِ﴾ جند الشَّيْطَان ﴿أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ﴾ جند الشَّيْطَان ﴿هُمُ الخَاسِرُونَ﴾ المغبونون بذهاب الدُّنْيَا وَالْآخِرَة
﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَآدُّونَ﴾ يخالفون ﴿الله وَرَسُولَهُ﴾

1 / 462