[٣٣] إِذا تَوَضَّأ أحدكُم فليجعل فِي أَنفه قَالَ بن عبد الْبر كَذَا رَوَاهُ يحيى وَلم يقل مَاء وَهُوَ مَفْهُوم من الْخطاب فَكَأَن قَوْله فليجعل فِي أَنفه إِذا تَوَضَّأ إِنَّمَا هُوَ المَاء وَلذَلِك قَالَ ثمَّ لينثر وَرَوَاهُ القعْنبِي وَابْن بكير وَأكْثر الروَاة فَقَالُوا فِي أَنفه مَاء ثمَّ لينثر بِكَسْر الْمُثَلَّثَة بعد النُّون الساكنة على الْمَشْهُور وَحكى ضمهَا قَالَه النَّوَوِيّ وَفِي الصَّحِيح ثمَّ لينتثر بِزِيَادَة تَاء وَفِي النَّسَائِيّ ثمَّ ليستنثر بِزِيَادَة سين وتاء قَالَ الْفراء يُقَال نثر الرجل وانتثر واستنثر إِذا حرك النثرة فِي الطَّهَارَة وَهِي طرف الْأنف وَقيل الْأنف نَفسه وَقَالَ القَاضِي عِيَاض هُوَ من النثر وَهُوَ الطرح وَهُوَ هُنَا طرح المَاء الَّذِي تَنْشَق قبل ليخرج مَا تعلق بِهِ من قذر الْأنف وَقَالَ صَاحب النِّهَايَة نثر ينثر بِالْكَسْرِ إِذا امتخط واستنثر استفعل مِنْهُ أَي استنشق المَاء ثمَّ استخرج مَا فِي الْأنف وَمن استجمر فليوتر قَالَ القَاضِي عِيَاض قَالَ الْهَرَوِيّ الِاسْتِجْمَار هُوَ الْمسْح بالجمار وَهِي الْأَحْجَار الصغار وَمِنْه سميت جمار الرَّمْي وَقَالَ بن الْقصار يجوز أَن يُقَال إِنَّه أَخذ من الِاسْتِجْمَار بالبخور الَّذِي يطيب بِهِ الرَّائِحَة وَهَذَا يزِيل الرَّائِحَة القبيحة قَالَ وَقد اخْتلف قَول مَالك وَغَيره فِي معنى الِاسْتِجْمَار الْمَذْكُور فِي هَذَا الحَدِيث فَقيل هَذَا وَقيل المُرَاد بِهِ فِي البخور أَن يَأْخُذ مِنْهُ ثَلَاث قطع أَو يَأْخُذ ثَلَاث مَرَّات تسْتَعْمل وَاحِدَة بعد أُخْرَى قَالَ وَالْأول أظهر وَقَالَ النَّوَوِيّ إِنَّه الصَّحِيح الْمَعْرُوف
1 / 33