بيان : ومتى قامت الحجة بمعرفة الحق في شيء من الدين بالسماع من أهل الحق [على] (¬1) من كان عاملا له على [الوجه] (¬2) الواسع له الذي ذكرناه فعليه ترك ذلك العمل الذي كان يعمله ، ويعمل[22/ب] بالحق الذي قامت عليه الحجة بمعرفته بسماع هذا المحق ، متى نزلت بلية التعبد به، ولم يعذر بعد ذلك على العمل بخلاف الحق الذي كان معذورا بعمله به، ويهلك إن عمل بالباطل الذي يهلك به بعد ذلك ، وإن سمعه من غير أهل الحق ومن غير محق بانتهاكه لما يدين بتحريمه من الحق ، ففيه اختلاف فقيل: تقوم عليه الحجة بالسماع [19/ج]منه فيما يفوت عمله أو (¬3) متى جاء وقت عمله ، وقيل لا تقوم إلا بالمحق التقي ، وما جاء فيها الاختلاف فهو أوسع ، وهذا الرأي الآخر كأنه أصح لقوله تعالى : " ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا " (¬4) .لأنه يضيق الخناق .
بيان : فإن قيل ومن أين يعرف أن الحق هو ما قاله هذا ، وأنه من أهل التقى ، وأنه من أهل الفرقة المحقة الذين لم يضلوا في شيء من الضلال ، أليس معرفة هذا من تكليف النفس فوق وسعها؟! .
¬__________
(¬1) سقطت في أ.
(¬2) سقطت في أ.
(¬3) في ب و.
(¬4) سورة النساء : 141 .
Halaman 51