بيان : وبقي حرفان من السبعة الأحرف هما الأمر والنهي مما لا تقوم بمعرفته وصحته الحجة إلا بالسماع ، وذلك في أول البحث على قسمين : قسم ذكره الله تعالى في التنزيل صريحا ، ولم يجز فيه الاختلاف ، وقسم جاءت به السنة صريحا ، ولم يجز فيه الاختلاف ، وأما إجماع العلماء المحقين ، والشبه اللاحق بالإجماع ، فيعرف بعد معرفة الفرقة المحقة، وبعد معرفة الأصلين الكتابي والنبوي ، وهذه الأربعة هي أصول الدين الذي لا يجوز فيها الاختلاف ، ولا العمل بخلافها على وجه لا يسع ، وأما الأصل الخامس العقلي فهو الذي مر بيانه في الأربعة الأحرف ، فلا يدخل تحت بحث هذه الأصول الأربعة في هذين الحرفين إلا بمعرفة الحق فيها كما سيأتي إن شاء الله تعالى بيانه .
[نسخ الكتاب والسنة]
بيان : وصح بالاتفاق أن الكتاب ينسخ بعض ما في الكتاب كما وصفناه ، وتنسخ بعض السنة أيضا ،كذلك السنة تنسخ بعض الكتاب وبعض السنة (¬1) ، فالنسخ على هذا هو على أربعة أوجه كما ذكرناه سابقا .
¬__________
(¬1) لم يتفق علماء الأصول على ما ذكره الشيخ - رحمه الله - في مبحث النسخ ، بل هذا ما ذهب إليه جمهور الأصوليين . انظر :
على بن أبي علي بن محمد الآمدي ،الإحكام في أصول الأحكام ،صححه و كتب حواشيه الشيخ إبراهيم العجوز ،، منشورات دار الكتب العلمية ، بيروت - لبنان،(3/152).
عبد العزيز بن أحمد البخاري ، كشف الأسرار ،دار الكتب العلمية - بيروت ، ط1 (1418ه - 1997م)،(3/262)
محمد بن عبدالله بن حميد السالمي ، طلعة الشمس ،إصدار وزارة التراث القومي و الثقافة ، الطبعة الثانية (1405ه - 1985م )(1/291).
Halaman 49