فافترقت كما قال سيد الأنبياء و المرسلين [1/ج]، ولم تقم الصحة عن النبي صلى الله عليه وسلم مع جميع أهل المذاهب برواية اجتمعوا على صحتها أنها عنه أنه أخبر بالفرقة منها باسم ولا بوصف ، وأتى كل أهل مذهب برواية فيها بيان أن فرقته هي[1/أ] المحقة الناجية ، فكان اختلافهن ما يدل على باطلهن جميعا ، والصحيح رواية واحدة منهن لا غير ،فهي على حالين : إما رواية واحدة لا غير ، وإما لا رواية في ذلك صحيحة ، ولا يجوز أن يكون هنالك حالة ثالثة ، إذ ليس هي غير إجازة تصحيح غير فرقة واحدة ، وهذا يصح على مذهب أهل المذاهب الأربعة ، أن هذه أمة مرحومة ، لا عقاب على عصاة الله ورسوله بعتوهم عن الحكم بما أنزل الله في كتابه ، وبارتكابهم الكبائر تمردا على الله ، وخلافا بما أمر الله ورسوله ، أنه مغفور لهم ما دون الشرك بالله تعالى شرك الجحود ، برواية يروونها عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي " (¬1) .
¬__________
(¬1) أخرجه الترمذي في (38- كتبا صفة القيامة و الرقائق و الورع 11- باب ما جاء في الشفاعة ) ص661 ، رقم 2435و 2436 ، و أبو داود في (39- كتاب السنة 20- باب في الشفاعة ) ص 794 رقم 4728، و ابن ماجه في ( 37- كتاب الزهد 37- باب ذكر الشفاعة ) ص736 ، رقم الحديث 4310 ، و أحمد بن حنبل في مسنده ص930 ، رقم 13254 أحمد بن محمد بن حنبل ، مسند أحمد بن حنبل ، بيت الأفكار الدولية .(.1419ه 1998م ) ، و الحاكم في المستدرك (1/139- 140 ) رقم 228 لمستدرك على الصحيحين ، مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية ، بيروت ،(1411 ه - 1990م)، و 229 ، و ابن حبان في صحيحه (14/ 386 - 387 ) رقم 6467و 6468 ، و الطبراني في المعجم الكبير (1/258) رقم 749 سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني ، المعجم الكبير ، حمدي بن عبدالمجيد السلفي ، مكتبة العلوم والحكم ،ط2 (1404 ه - 1983م ), و الطيالسي (1/ 233) رقم 1669، سليمان بن داود أبو داود الفارسي البصري الطيالسي ، مسند أبي داود الطيالسي ، دار المعرفة ، بيروت . ، و أبو يعلى في مسنده (6/ 40) رقم 3384 ، و البيهقي في السنن الكبرى (8/17) و (10/190) ، أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو بكر البيهقي ، سنن البيهقي الكبرى ، تحقيق : محمد عبد القادر عطا ، مكتبة دار الباز مكة المكرمة ، (1414 ه - 1994م) .
Halaman 29