في الشعر: الخالطين فقيرهم بغنيهم؛ هذا هو المدح الصحيح والمذهب المستحسن، كما قالت خرنق بنت هفان من بني قيس بن ثعلبة:
لا يَبْعَدَنْ قَوْمِي الذين هُمُ ... سُمُّ العُدَاة وآفَةُ الجُزْر
النازلين بكلّ مُعْتَركٍ ... والطيِّبُون مَعَاقِدَ الأُزْرِ
والخالِطين نَحِيَتهم بنُضَارهم ... وذوي الغَنِي منهم بذي الفَقْرِ
وعيب على زهير قوله:
على مُكْثِريهم رِزْقُ مَن يَعْتَرِيهم ... وعند المُقلِّين السماحةُ والبَذْلُ
فأثبت فيهم مقلين. وفي بعض نسخ الأمالي بيت زائد في هذا الشعر الفائي؛ وهو:
منهم عليٌّ والنبيُّ محمدٌ ... القائلين هَلُمَّ للأضياف
وهذا بيت محدث، ذكر أبو نصر أن جده صالحًا أبا غالب ألحقه به، وروى أبو عمر المطرز قال: أخبرني أبو جعفر بن أنس الكرباسي ﵏ عن رجاله قال: كان رسول الله ﷺ يمشي ذات يوم في طريق من طرقات مكة فسمع جارية تنشد:
كانت قُرَيشٌُ بَيْضةً قَتفَلَّقَتْ ... فالمُحُّ خالِصُهُ لعبد الدار
فأقبل على أبي بكر ﵁ فقال: " أهكذا قال الشاعر " فقال: فداك أبي وأمي وإنما قال:
كانت قُرَيشٌُ بَيْضةً قَتفَلَّقَتْ ... فالمُحُّ خالِصُهُ لعبد مَنافِ
1 / 75