* * * وفي " ص ٢٢٤ س٤ " وأنشد أبو علي ﵀ لابن الرومي:
وفاحِمٍ وارِدٍ يُقَبِّل مَمْ ... شاه إذا اختال مُرْسِلًا عُذَرَهْ
أَقْبَلَ كالليل من مَفَارقه ... مُنْحَدَرًا لا يذُمُّ مُنْحَدِرَهْ
حَتَّى تَنَاهَى إلى مَوَاطِئه ... يَلْثَمُ من كلّ مَوْطئٍ عَفَرَهْ
كأنّه عاشقٌ دنا شَغَفًا ... حتّى قَضَى من حبيبه وَطَرَهْ
هكذا أنشده أبو علي ﵀ مرسلًا عذره بالعين المهملة والذال المعجمة، وهي شعرات ما بين القفا إلى وسط العتق، واحدتها عذرة؛ وإنما هو: مرسلًا غدره بالغين المعجمة والدال المهملة جمع غدره، وهي الغديرة أيضا وجمعها غدائر، وهي القرون من الشعر وكل ما ضُفر منه؛ ألا تراه يقول: " أقبل كالليل من مفارقه " وأين شعرات القفا من المفارق؟ وأنشد أبو علي ﵀ في البيت الثاني: " منحدرًا لا يذمّ منحدره " يذم بالياء وهو لا يذمّ ولا يحمد؛ وإنما هو " لا ندم منحدره " بالنون، أي انحداره. والوارد من الشعر: الذي يرد الكفل وما تحته. وأخذ ابن مطران معنى هذا الشعر وزاد عليه فقال:
ظِباءٌ أعارتَها المَهَا حُسْن مَشيِها ... كما قد أعارَتها العُيونَ الجَآذِرُ
فمن حُسن ذاك المشي جاءت فقبَّلْت ... مواطِئَ من أقدامهنّ الغدائرُ
1 / 70