كَخشْرَمِ دَبْرٍ له أَزْمَلٌ ... أو الجَمْرِ حُشَّ بصُلْبٍ جُزَالِ
على عَجْسِ هَتَّافَةِ المِذْرَوَيْنِ زَوْرَاءَ مُضجَعَةٍ في الشِّمَال
هكذا رواه الأصمعي والسكري - رحمهما الله - وغيرهما: " على عجس هتافة المذروين " فأما إنشاد أبي علي ﵀: " على كل هتافة المذروين " فلا وجه له، لأن يديه إنما ترمي بهذه السهام الموصوفة على قوس واحدةٍ. لا على كل قوسٍ هتافة. قال الأصمعي ﵀: يقال: يداه تراحان إلى المعروف فجاء به على هذا. وخواظ: ممتلئة ليست بدقاق. والخشرم: جماعة النحل والدبر. وحُشّ: أُقد. والعرب تُشبه متابعة الرمي عند استشرائه واحتدامه بتسعر اللهب واضطرامه، فتقول: ضرب هبر، وطعن نتر، ورمى سعر؛ قال كعب بن مالك في تشبيه الضرب بذلك:
من سَرَّهُ ضَرْبٌ يُرَعْبِل بعضُه ... بَعْضًا كَمعْمَعة الأباءِ المُحْرَق
* * * وفي " ص ٢٠٠ س ٢٣ " وأنشد أبو علي ﵀ لابن الدمينة شعرًا أوله:
ألا لا أَرَى وادِي المياه يُثِيبُ ... ولا النفْسُ عن وادي المياه تَطِيبُ
هذا الشعر لمالك بن الصمصامة بن سعد بن مالك أحد بني جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر ابن صعصعة، وهو شاعر بدوي إسلامي مُقلٌّ، وكان فارسًا جوادًا جميل الوجه يهوى جنوب بنت
1 / 63