إنما المعقوب هنا الذي فيه العقاب، وهو الخيط الذي يشد في طرف حلقة القرط ثم يُشد في حلقة الآخر لئلا يسقط أحدهما؛ هذا هو التفسير الصحيح لا ما ذكره أبو علي ﵀ لأن قرطًا يُشدّ بعقب ينبغي أن يكون من خشب. وهذا الرجز لسيار الأناني يقوله في امرأته؛ وأوله:
أعارَ عندَ السِّنِّ والمَشِيبِ ... ما شئتَ من شَمَرْدَلٍ نَجيبِ
أعارَهُم من سَلْفعٍ صَخُوبِ ... يابِسَةَ الظُّنبُوب والكُعُوب
كأنّ خَوْقَ قُرْطِها المَعْقُوبِ ... على دَبَاةٍ أو عَلَى يَعْسُوبِ
تَشْتُمِني في أنْ أقولَ تُوبِي
قوله: أعار، يعني الله ﷾ رزقه عند كبره أولادًا جساما نجباء. والشمردل: الطويل الحسن الجسم؛ يقول: هؤلاء الأولاد من امرأة سلفع، وهي الصخّابة البذَّية. وقوله: على دباةٍ، يعني قصر عنقها، وصفها بالوقص. والدَّبى: صغار الجراد.
* * * وفي " ص ١٨٥ س ٢ و٣ " وأنشد أبو علي لمعدان بن مضرب الكندي:
إن كان ما بُلِّغْتَ عَنِّي فلامَني ... صَدِيقي وشَلَّتْ من يَدَيَّ الأناملُ
وكَفَّنْتُ وَحْدِي مُنْذِرًا بردائه ... وصادَفَ حَوْطًا من أَعَادِيَّ قاتِلُ
وهذا الشعر لمعدان بن جواس بن فروة السكوني ثم الكندي بلا اختلاف، ولا يُعلم شاعر اسمه معدان بن مضرب، إنما هو حجية بن المضرب، وهو أيضا سكوني، وابن ابن أخيه شاعر أيضا:
1 / 57