* * * وفي " ص ١٢٧ س ٦ " قال أبو علي ﵀: العرب تقول: " طلب الأبلق العقوق فلما فاته أراد بيض الانوق " فأتى به كلامًا منثورًا؛ وإنما يُحفظ للعرب بيتا موزونا. روى المدائني والهيثم بن عدي: أن رجلا أتى معاوية ﵁ وهو يخطب فقال: زوجني أُمك؛ فقال: الأمر لها وقد أبت أن تزوج؛ قال: فافرض لي ولقومي؛ فتمثل معاوية ﵁:
طَلَبَ الأبلَقَ العَقُوقَ فلمَّا ... لم يَنَلْهُ أرادَ بَيضَ الأَنْوقِ
ويُوضح لك أن المثل الذي أورده أبو علي ﵀ مُغيَّر من الموزون، قوله فيه: " أراد بيض الأنوق " لأن ضرورة الوزن حملت الشاعر أن يضع " أراد " مكان " طلب " ولولا ذلك لكان رجوع آخر الكلام على أوله أعدل لقسمته؛ ومع ذلك فإن الإرادة قد تكون مضمرة غير ظاهرة، والطلب لا يكون إلا ظاهرًا بفعال أو مقال.
وفي " ص ١٢٧ س ١٢ " قال أبو علي ﵀: الدَّفر: يكون في النتن والطيب، وهو حدَّة الريح. والدَّفر بفتح الفاء: لا يكون إلا في النتن؛ الفتح والإسكان فيه لغتان، وأعلاهما الإسكان.
1 / 51