عنهم - إلا الحسن ﵁ فإنه قرأ آمرنا بالمدّ. وكذلك قرأ الأعرج إلا أبا العالية الرياحي - رحمهما الله - فإنه قرأ أمرنا بالتشديد. ورويت عن علي بن أبي طالب ﵁. وهذه القراءة تحتمل وجهين: أحدهما أن يكون المعنى: جعلنا لهم إمرة وسلطانا. والآخر: أن يكون المعنى كثرنا، فيكون بمعنى آمرنا وبمعنى أمّرنا على أحد الوجهين. قال الكسائي ﵀: ويحتمل أن يكون أمرنا بالتخفيف غير ممدودة بمعنى أمّرنا بالتشديد من الإمارة، فكانت هذه القراءة الاختيار لما اجتمعت فيها المعاني الثلاثة. ومترفوها: فُسَّاقها. وقيل: جبابرتها.
* * * وفي " ص ١٠٦ س ٤ " قال أبو علي ﵀: إن أصل المثل في قولهم: " سبق السيف العذل " للحارث بن ظالم. إنما أصل المثل لضبة بن أُدٍّ، والمقتول الحارث بن كعبٍ في خبر مشهور ذكره غير واحد؛ وذلك أن ضبة كان له ابنان: سعد وسعيد، خرجا في بغاء إبل، فكان ضبة كلما رأى شخصا قال: أسعد أم سعيد؟ فرجع سعد، ولم يرجع سعيد؛ فبينما ضبة يسير مع الحارث بن كعب في الشهر الحرام، قال له الحارث: إني قتلت في هذا المكان فتى من هيئته كذا، وهذا سيفه، فقال له ضبة: ناولني إياه، فناوله؛ فقال ضبة: " الحديث ذو شجون " فأرسلها مثلًا وضربه به حتى برد، وليم في قتله في الشهر الحرام فقال: " سبق السيف العذل ". وضبة كلها ترجع إلى سعد. وكان لضبة ابن ثالث يُسمَّى: باسلًا، وهو أبو الديلم.
* * * وفي " ص ١٠٧ س ٣ " وأنشد أبو علي ﵀ للأضبط بن قريع:
لِكُلِّ أمرٍ من الأُمور سَعَهْ ... والصُّبْحُ والمُسْيُ لا فَلاحَ مَعَهْ
وهي أبيات منها:
وصِلْ حِبالَ البعيدِ إن وَصَلَ الحَبْلَ وأَقْصِ القريبَ إن قَطَعَهْ
1 / 43