وإنِّي لأسْتَحْيِيكُمُ أن يَقُودَني ... إلى غَيركم من سائر الناس مَطمَعُ
وأَن أَجْتَدِي للنفع غَيرَك منهُمُ ... وأنتَ إمامٌ للبرّية مَقنَعُ
إنما قال الأحوص هذا الشعر في عمر بن عبد العزيز لا في يزيد بن عبد الملك.
* * * وفي " ص ٦٨ س ٢٣ " وأنشد أبو علي ﵀:
إنِّي رأيتُكَ كالوَرْقَاءِ يُوحِشُها ... قُرْبَ الألِيف وتَغشَاه إذا نُحِرَا
قال: والورقاء: ذئبة تنفر من الذئب وهو حيٌّ، وتغشاه إذا رأت به الدم. لا أعلم أحدا أنشد هذا البيت إلا أبا علي. والتفسير الذي ذكره خلاف المعهود في ذكران الحيوان وإناثه. وكيف يُسمى أليفل من يوحش قربه! وإنما الأليف من يوحش بعده ويؤنس قربه؛ والمحفوظ في هذا ما رواه ثعلب عن ابن الأعرابي عن أبي المكارم ﵏: أن الذئاب إذا رأت ذئبًا قد عُقر وظهر دمه أكبّت عليه تقطعه وتمزقه؛ وأنثاه معها تصنع كصنيعها؛ وأنشد للعجاج:
ولا تكُونِي يا بَنةَ الأَشمِّ ... ورقاءَ دَمَّي ذِئبَها المُدَمِّى
يقول لامرأته: إذا رأيت الناس قد ظلموني فلا تكوني علي معهم كما تفعل هذه الذئبة بذكرها؛ وقال الفرزدق:
وكنتَ كذئب السوءِ لمَّا رأى دمًا ... بصاحبه يَومًا أحالَ على الدَّمِ
وقال العجير السَّلولي:
فَتًى ليس لابن العَمّ كالذئب إن رأى ... بصاحبه يَومًا دَمًا فهو آكِلُه
1 / 36