يعني أنه عظم قيل له: حلمة، والحلمة إنما هي مؤنثة اللفظ لا مؤنثة المعنى؛ ومثله قول بياض:
إنّا وجدنا بني سَلمى بمنزلة ... مثل القُرَاد على حَالَيهِ في الناسِ
وهذا من أخبث الهجاء. يقول: إنهم يولدون ذكرانًا فإذا شبوا صاروا إلى حال الإناث.
* * * وفي " ص ٤٣ س ١ " وأنشد أبو علي ﵀:
أيا عمرو كَمْ من مُهْرَةٍ عَرَبِيَّةٍمِنَ النّاسِ قد بُلْيَتْ بوَغْدٍ يَقُودُها الأبيات
خلط أبو علي ﵀ في هذا الشعر، فمنه أبيات من شعر ابن الدمينة الذي أوله:
هل اللهُ عافٍ عن ذُنوبٍ تُسُلِّفَتْ ... أمِ اللهُ إن يَعْفُ عنها مُعِيُدها
وأبيات من شعر الحسين بن مطير الذي أوله:
خليليّ ما بالعيش عَتْبٌ لو أنَّنا ... وَجَدنا لأيّام الحِمَى مَنْ يُعِيدُها
وأبيات مجهولة لا يعلم قائلها. ورواية أبي علي ﵀: من الناس قد بُليت. يريد بُليت فخفف. والرواية المشهورة السالمة من الضرورة قد بلَّت، من قولهم: بللت به أَبلُّ بلالة وبلولا، أي صليت به؛ ومعنى هذا البيت كمعنى قول بنت النعمان بن بشير الأنصاري في زوجها روح بن زنباع:
وهل هِنْدُ إلاّ مُهْرَةٌ عَرَبيَّةٌ ... سَلِيلَةُ أفراسٍ تَجَلَّلَها بَغْلُ
فإن نُتِجَتْ مُهرًا كريمًا فبالْحَرَي ... وإن يكُ إقرافٌ فما أنجبَ الفَحْلُ
وزعم الليثي أن أسمها حمدة. وروايته:
وهل أنا إلاّ مُهرةٌ عَربيَّةٌ
1 / 31