ولو غير إخواني أرادوا نقيصتي ... جعلت لهم فوق العرانين ميسما
وما كنت إلاّ مثل قاطع كفّه ... بكفٍّ له أخرى فأصبح أجذما
ولا يقيم على ذلٍّ يراد به ... إلا الأذلاّن عير الأهل والوتد
هذا على الخسف مربوطٌ برمّته ... وذا يشجّ فلا يرثى له أحد
الأفوه الأودي:
إنّما نعمة دنيا متعةٌ ... وحياة المرء ثوبٌ مستعار
وصروف الدّهر في إطباقها ... خلقةٌ فيها ارتفاع وانحدار
بينما الناس على عليائها ... إذ هووا في هوّةٍ منها فغاروا
البيت لا يبتنى إلا له عمدٌ ... ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
فإن تجمّع أوتادٌ وأعمدةٌ ... وساكن بلغوا الأمر الذي كادوا
تهدى الأمور بأهل الرّأي ما صلحت ... فإن تولّت فبالأشرار تنقاد
لا يصلح النّاس فوضى لا سراة لهم ... ولا سراة إذا جهّالهم سادوا
1 / 51