Pengenalan kepada Sejarah Falsafah Islam
تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية
Genre-genre
أصلا من الأصول وكتابا إلهيا مجيدا، وظل موضعا لإعجاب لا يظن أن أثرا من الآثار الأدبية في العالم نال مثله - فإنه من الخطأ أن ينسب للقرآن أرجح قسط في رسم حدود الإسلام، إنما تحكم القرآن مدة لا تزيد عن عشرين عاما في صدر التاريخ الإسلامي، ولئن كنا لا نستطيع أن نتصور الإسلام من غير القرآن، فإن القرآن ليس مغنيا وحده في كمال الفهم للإسلام.
إلى جانب ما ورد في القرآن من أحكام شرعية مكتوبة، وجدت أحكام منقولة مشافهة كما هو الأمر عند اليهود، تلك هي السنة، وهي ما صدر عن النبي من قول أو فعل أو تقرير، وما يدل على هذه السنة من عبارة يصلها الإسناد إلى عهد الرسول، هو الحديث، ويدل على ما للسنة عندهم من شأن، كلمة منسوبة للإمام علي، وهي وصية يقال إنه وصى بها عبد الله بن عباس؛ إذ أرسله لمحاجة الخوارج: «لا تحتج عليهم بالقرآن، فإن القرآن حمال أوجه، ولكن احتج عليهم بالسنة، فإنها لا تدفع لهم مخرجا.»
ثم يقول جولدزيهر: «ليس الشرع وحده والسنة والعقائد والمبادئ السياسية هي التي اتخذت شكل الحديث، ولكن كل العناصر التي استنبطها الإسلام أو اقتبسها من مصادر أجنبية لبست هذا الشكل، وبذلك بلغ اندماج العناصر الأجنبية في الإسلام حدا ضاعت معه مناشئها، ومن خلف هذا الستار تبوأت مكانا في الإسلام جمل من العهد القديم،
11
ومن العهد الجديد،
12
وحكم مأثورة عن أحبار اليهود، أو مقتبسة من الأناجيل الموضوعة، بل بعض مذاهب الفلسفة اليونانية، وبعض عبارات من حكمة الفرس والهنود ... وكان الغش بنية الزلفى إلى الله من ناحية وضاع الأحاديث لا يلقى في كل مكان إلا تسامحا متى كانت الأحاديث الموضوعة في الأخلاق والمواعظ، لكن المتشددين من علماء الدين كانوا يتجهمون كل تجهم حينما تكون تلك الأحاديث مما يعتبر أصلا في العبادات، أو الأحكام الشرعية ...
وما كان للحديث أن يكفي وحده أساسا تقوم عليه قواعد العبادة والمعاملة؛ ولهذا الاعتبار أثر كبير فيما ساد منذ بدء تكوين الفقه من نزوع إلى استنباط الأحكام الدينية باجتهاد الرأي، كما تؤخذ هذه الأحكام مما صح عندهم من السنن مع اعتقاد أنه من المستطاع ضبط الحوادث المتجددة بالقياس الفقهي والاستقراء، بل الاستدلال العقلي، وما ينبغي لنا أن نعجب من أن يكون لبعض المعارف الأجنبية أثر أيضا في تكوين هذه الطريقة وفي تفاصيل تطبيقها، ومن آيات ذلك أن في الفقه الإسلامي، أصوله وأحكامه الفرعية، شواهد غير منكورة لتأثير الفقه الروماني.»
ويذكر جولدزيهر أن للتغير السياسي ، الذي تم بزوال الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية، شأنا عظيما في تكوين الفقه وتدوينه، فيقول: «حلت محل حكومة الأمويين، المتهمة بأنها دنيوية، دولة «تيوقراطية».
13
Halaman tidak diketahui