============================================================
التمهيد فى أصول الدين ارتد؟ فإن قالوا: "الإماتة كان أصلح له2؛ فقد أقروا بأنه ترك الأصلح.
وفعل ضده. وإن قالوا: كان الإبقاء أصلح له من الإماتة على الإسلام"؛ ظهر عنادهم ومكابرتهم، وصارت عقولهم ضحكة(1) للعولم.
ثم يقال لهم: رايتم صبيا مات فى صغره، والآخر عاش حتى بلغ واسلم وختم له بالإسلام، والآخر بلغ وكفر وارتد بعد الإسلام؟ فلابد من تعم((2)، قيل لهم: أبقى الذى علم أنه اسلم وختم له بالإسلام، فإن قالوا: لأنه اصلح له فإنه ينال بإسلامه وما أتى به من الطاعات الثواب العظيم.
قيل: فلم لم يبق الذى أماته صغيرا؟ فإن قالوا بأن ذلك أصلح له لأن الله تعالى علم أنه لو بلغ لكفر واستحق الخلود فى النار، فكاتت الإماتة له فى حالة الصغر أصلح له. قيل: ولم لم يمت الذى علم أنه يرتد - بعد بلوغه - عن الإسلام كما أمات هذا الصغير؟ ولا انفصال لهم عن هذا البتة، وما يزعمون من أن (2) منع الأصلح بخل، فاسد لإنا بينا بالدليل أن الله تعالى فعل ذلك، ولو كان بخلأ لما فعل؛ ولأن منع ما كان منه حكمة - وهو حق المانع لا حق غيره قبله - لن يكون بخلا، بل يكون عدلا، ثم الجود إنما يتحقق بالإفضال لا بقضاء للحق المستحق. وعند للمعتزلة: لا افضال بل كان ذلك قضاء حق واجب عليه. فان بتصور عندهم تحقيق (1) يقال: رجل ضحكة - بفتح اللحاء المهلة - أى كثير الضحك، والضحكة- بالسكون الذى يضحك مته. انظر فتار للصحاح1 (2) ف الأصل (بلى)، وانما يؤتى بها فى جواب السؤال اللمنفى مثل (اليس) ، (للم)... إلا أن يكون على تقدير الم تروا...؟ فيصح الجواب ب (بلى).
(3) فى الأصل (انه)
Halaman 127