============================================================
المهيد فى أصول الدين وزعم الجبائى (1). أن تفسير مشينة الجبر أن يخلق فيهم علما ضروريا لصحة الإيمان، فيؤمن حينذذ. وهذا أيضتا فاسة؛ لأن الطم بصحة الإيمان لا يوجب حصول الإيمان لا محالة؛ لأن العلم غير الإيمان، ووجود أحد للمتغايرين لا يوجب وجود الآخر لا محالة. يحققه: أن أهل العناد كانوا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ولم يؤمنوا، وقال الله تعالى: و إن يروا كل آية لا يومنوا بها} [الأنعام:25]. قال: (ولو اثنا نزلنا إليهم اللملايكة إلى قوله: ل(ما كاتوا ليؤمنوا) [الأنعام: 111] .
وزعم ابنه أبوهاشم (2): أن معنى مشيئة الجبر ان يخلق الله تعالى له العلم الضرورى أنه لو لم يؤمن يعتب عذابا شديدا. وهو أيضا باطل؛ لأن أهل العناد كانوا يعلمون أنهم لو لم يؤمنوا لخظدوا فى النار، ومع ذلك لم يؤمنوا. ثم عندهم: أن الله تعالى قادر على اللظلم والكنب والسفه، ولو فعل شيئا منه لبطلت الوهيته، وزوال الربوبية ضرر عظي. فعلى تأويله يكون الله تعالى مجبورا على العدل والصدق والحكمة. وهذا كفر صريخ.
ونقول: إن مشيئة الله تعالى أن يوجد منهم ايمان اختيارى يسحقون به التواب، ويتدفع به عنهم العذاب، والايمان الحاصل جبرا غير ما هو المراد، فدل أن الحجة بالآيات والمعقول لازمة، والاعتراض على ذلك كله باطل، وبالله المعونة. يحققه: أن الأمة بأسرهم يقولون: اما شاء الله تعالى كان، وما لم يشأ لم يكن"، وهذا إجماع منهم على صحة ما (1) سبقت الإشارة إليه.
(2) سبقت الإشارة اليه.
Halaman 118