Tamhid Fi Sharh
Genre-genre
============================================================
الشهيد شح معالمر العدل والترحيل روي عن أمير المؤمنين أنه قال: إلى ثواب ربها ناظرة. وعن ابن عباس أنه قال: إلى ثواب ربها ناظرة. وعن مجاهد وقتادة مثله، وعن النخعي أنه قال: حدثنا من سمع عليا يقول في قوله تعالى: إلى ربها ناظرة، إذا جاز المؤمنون الصراط فتحت لهم أبوب الجنة، فينظرون إلى ما أعد الله لهم من الثواب والكرامة وما يعطون من النعم.
وعن سعيد بن مسلم قال: سألت سعيد بن جبير عن قوله تعالى: إلى ربها ناظرة، فقال: ما يقول أهل العراق؟ قلت: يزعمون أنهم يرون الله قال: كذبوا، أليس الله تعالى قال: (لا تدركه الأبصار). قلت: فما تقول في قوله: إلى ربها ناظرة، قال: إلى ثواب ربها ناظرة.
ثم إن الذين يحملون الآية على هذا التأويل لا بد لهم من أحد أمرين: إما حذف المضاف واقامة المضاف إليه مقامه، كقوله: (واشأل القرية)(1). فيضمرون الثواب كما قررناه. وإما أن يقولوا: إن "إلى" واحد الآلاء فلا يحتاجون إلى إضسماره.
لا يقال: كيف تقولون إن "إلى" قد يجيء اسما واحد الآلاء. والأكثرون من أئمة النحو ذكروا في باب الحروف الجارة أن منها ما يجيء اسما، ومنها ما لا يجيء اسما، وأوردوا صيغة "إلى" في قسم ما لا يجيء اسما، وهكذا عمله الزخشرى في مفصله، فإنه قال عند ذكره الحروف الجارة: إن "إلى" مما يكون حرفا لا غير. وأنتم ها هنا قد جعلتموه تارة اسما بمعنى واحد الآلاء وتارة حرفا للتعدية.
لأنا نقول: هذا خطأ وجهل بمقاصد النحاة؛ فإنهم إنما منعوا أن يأتي "إلى" اسما من غير إعلال ولا إشكال أن "إلى" اسما لا يأتي إلا مع الإعلال؛ لأن الأصل فيه "إلي" بتحريك الياء، فلما تحركت قلبت ألفا، مثل فتى، ولهذا فإن قولنا: من أمرا من مان يمين، وكذلك قولنا: في أمرا من قولنا فاء يفيعه لما كانا لا يأتيان فعلين إلا مع الإعلال لم يعدهما النحاة فيما 1- سورة يوسف: آية 82.
Halaman 330