Tamhid Fi Sharh
Genre-genre
============================================================
السهيد شح معالمر العدل والنوحيد و أما ثالثا فلو كان النظر بمعنى الرؤية لوجب أن يقال رأيت إليه كما يقال نظرت إليه.
وأما رابعا فإنا نرى كون الجماعة ناظرين إلى الهلال ولا نرى كونهم رائين له، وهذا يدل على التباين والمغايرة.
وأما خامسا فلأنهم يقولون ما زلت أنظر إلى زيد حتى رأيته، فيجعلون الرؤية غاية للنظر، وغاية الشيء غير الشيء: وأما سادسا فلأن قولهم نظرت إلى زيد يفيد أن نظره انتهى إليه؛ لأن حرف إلى لانتهاء الغاية، فجرى مجرى قولهم أشرت إليه وأومأت إليه، وذلك يفيد الحركة إلى الشيء على وجه يتهي إليه دون غيره فكان النظر عبارة عن تحريك العين في مقابلة المرثي، وهذا ليس حاصلا في الرؤية.
وأما سابعا فلأن الله تعالى يوصف بأنه راء ويرى، ولا يوصف بأنه ناظر وينظر، فأحدهما غير الآخر.
وأما ثامنا فلأنهم يقسمون النظر أقساما كثيرة فيقولون: فلان ينظر إلي نظر راض ونظر غضبان ونظر متحيز. قال النابغة: تظرت إلي لجاجة لم تقضها نظر المريض إلى وخجوه العود (1) ا- البيت من بحر الكامل، وقد عاب الأصمعي بين يدي الرشيد قول النابغة: نظرت إليك بحاجة لم تقضها نظر المريض إلى وجوه العود.
فقال: يكره تشبيه المحبوب بالمريض. انظر ابن حجة الحموي: خزانة الأدب 498/1.
Halaman 323