303

============================================================

السهيد شح معالمر العدل والتوحيل المسلك الخامس التمسك بقوله تعالى جوابا لموسى عليه الصلاة والسلام لما سأل الرؤية: (لن تراي)(1).

ووجه الاستلال أن كلمة "لن" موضوعة للنفي على سبيل الأبد، مؤكدة للحجر في المستقبل وارده، لا كذاب من يقول سيفعل زيد، فنقول لن يفعل، كما نقل عن صاحب "العين" الخليل بن أحمد، وقرره الزمخشري (2) في "مفصله"، ولا شك أنها داخلة على الفعل في قوله لن تراني وهو يفيد رؤية العين، فوجب بحكم الآية ألا يراه موسى عليه الصلاة والسلام، وإذا لم يره موسى أبدا فغير موسى من المؤمن أحق بأن لا يراه أبدا.

لا يقال: لو كانت "لن" موضوعة للنفي على سبيل الأبد لما وردت للنفي المنقطع، وقد الوردت في المنقطع كما في قوله تعالى: (ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم)(3)، وقد علمنا قطعا بالضرورة أنهم يتمنون الموت في الآخرة والخلاص من النار؛ لأنا نقول: هذا باطل لوجهين: أما أولا فلأنا قد قررنا أن أصل وضعها للنفي على سبيل الأبد بما حكيناه عن أئمة الأدب، ولسنا نمنع من استعمالها مجازا في النفي المنقطع، فإذا علمنا أن أهل النار يتمنون الموت كان ورودها في قوله: وكن يتمنؤه، مجازا.

- سورة الأعراف: آية 143.

2 محمود بن عمر بن محمد بن أحمد الخوارزمي الزمخشري، جار الله، أبو القاسم (538 ه(، من أئمة العلم بالدين والتفسير واللغة والآداب. ولد في زمخشر من قرى خوارزم، وسافر إلى مكة فجاور بها زمنا فلقب بجار الله. وهر صاحب تفسير "الكشاف" و"أساس البلاغة" و"المفصل(، وكان معتزلي المذهب، مجاهرا شديد الإنكار على المتصوفة أكثر من التشنيع عليهم في الكشاف وغيره. الزركلي: الأعلام 178/7، كحالة: معجم المؤلفين .181/12 3- سورة البقرة: آية95.

Halaman 303