Tamhid Fi Sharh
Genre-genre
============================================================
الشهيد شح معالمر العدل والنوحيل أما أن القرآن ذكر؛ فلقوله تعالى: (إنا نخن نزلنا الذكر)(1). والمنزل هو القرآن بالإجماع، وأما أن الذكر محدث؛ فلقوله تعالى: (ما يأتيهم من ذكر من ربهم شخدث)(2).
وأما الخبران: فالأول ما رواه عمران بن الحصين أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كان الله ولا شيء، ثم خلق الذكر"(5). والذكر هو القرآن لما ذكرناه.
الثاني ما رواه أبو الحسين عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: لاما خلق الله من سماء ولا أرض ولا سهل ولا جبل أعظم من سورة البقرة، وأعظم منها آية الكرسي"(4).
لا يقال: هذا معارض بما نقل عن السلف من الامتناع عن القول بخلق القرآن، وانكارهم على من وصفه بذلك. لأنا نقول: هذا خطأ، لوجهين: أما أولا فلا نسلم أن السلف امتنعوا عن وصف القرآن بالخلق، كما ورد في الحديث، ولم يمنع من وصفه بالخلق إلا من اعتقد قدمه.
وأما ثانيا فلأنا نحمل امتناعهم لو سلمناه على أن لفظة الخلق قد تستعمل مجازا في الكذب والافتراء؛ ليحصل التلفيق بين الروايات.
ا- سورة الحجر: آية9.
2- سورة الأنبياء: آية 2.
3 أخرجه البخاري (كتاب بده الخلق - باب ما جاء في قول الله تعالى: (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده) 105/4 حديث رقم 3227، ونصه: "كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السماوات والأرض". والطبراني: المعجم الكبير 205/18، حديث رقم 500.
4 - أخرجه الترمذي (كتاب فضائل القرآن سورة آل عمران) حديث رقم 2884، ونصه: "ما خلق الله من سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي(1 . قال سفيان: لأن آية الكرسي هو كلام الله وكلام الله أعظم من خلق الله من السماء والأرض.
Halaman 257