والموهنة لحاملها ككارة الْحمال وَسَائِر الْأَجْسَام الواقفة بِالْحَبْسِ والاعتماد وَمَا كَانَ من هَذَا الضَّرْب فَهُوَ من أشخاص الظلام وَالْأول الْخَفِيف من أشخاص النُّور فَوَجَبَ أَن يكون سَائِر أجسام الْعَالم لَا تنفك من نور وظلام
فَيُقَال لَهُم وَلم قُلْتُمْ إِن سَائِر الْأَجْسَام لَا تنفك من ذَلِك ألأنكم لم تَجدوا خلَافَة وَلم زعمتم أَن الْقَضَاء على غَائِب الْأُمُور وَمَا نأى من الْعَالم عَنَّا بِمُجَرَّد الشَّاهِد والوجود ثَابت صَحِيح وَأَن الشَّيْء على مثله وكل مَا انْفَصل عَنهُ فَلَا يَجدونَ فِي ذَلِك سوى الدَّعْوَى
ثمَّ يُقَال لَهُم مَا أنكرتم أَن يكون فِي أجسام الْعَالم مَا طبعه الْوُقُوف كالهواء وَمَا جرى مجْرَاه فَيكون لَا منحدرا وَلَا متصاعدا وَمَا أنكرتم إِن دلّ اخْتِلَاف حَرَكَة جزئيات النُّور والظلام فِي هَذَا الْعَالم لطلب المركز والشوق إِلَى كليهمَا على اخْتِلَاف جنسيهما أَن يدل وقُوف كُلية الظلام والنور فِي عالمها وَمَوْضِع مركزهما على تماثلهما وتجانسهما واتفاق طباعهما فَإِن مروا على ذَلِك تركُوا قَوْلهم وَإِن أَبوهُ نقضوا استدلالهم على اخْتِلَاف جنس النُّور والظلام وطباعهما باخْتلَاف حركات جزئياتهما
ثمَّ يُقَال لَهُم فِي جَوَاب الدّلَالَة الثَّالِثَة الَّتِي هِيَ عمادهم ومفزعهم مَا أنكرتم على اعتلالكم من أَن يكون الْعَالم بأسره من طبائع أَربع حرارة وبرودة ورطوبة ويبوسة على مَا قَالَه الْأَطِبَّاء وَأَصْحَاب الطبائع فَإِن مروا على ذَلِك تركُوا دينهم وَإِن راموا فصلا لم يجدوه
وَإِن هم قَالُوا إِن سَائِر الْأَجْسَام المركبة من الطبائع الْأَرْبَع لَا يَخْلُو أَن تكون ذَوَات ظلّ أَو لَيست بذوات
1 / 81