46

Tamhid Awail

تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل

Penyiasat

عماد الدين أحمد حيدر

Penerbit

مؤسسة الكتب الثقافية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م

Lokasi Penerbit

لبنان

من كل برج إِلَى غَيره وَأَن كَونهَا فِيهِ مضاد لكَونهَا فِي غَيره دَلِيل أَنه لَا يجوز أَن يكون كَونهَا فِي هَذِه البروج قَدِيما لِأَن ذَلِك لَو كَانَ كَذَلِك لوَجَبَ أَن تكون فِي برج الْحمل فِي حَال كَونهَا فِي برج الثور وَلم تكن بِأَن تكون فِي أحد المكانين بِأولى من أَن تكون فِي الآخر إِذا كَانَ كَونهَا فيهمَا قَدِيما لم يزل مَوْجُودا وَلَا يزَال كَذَلِك مَوْجُودا وَإِذا لم يجز ذَلِك ثَبت حُدُوث حركات هَذِه الأفلاك وأكوانها وَثَبت بذلك حدوثها لِأَنَّهَا عندنَا وَعِنْدهم لم تُوجد قطّ منفكة من هَذِه الأكوان وَمَا لم يسْبق الْحَوَادِث فَوَاجِب كَونه مُحدثا وَقد أفسدنا من قبل قَول من زعم أَن الْحَوَادِث لَا أول لَهَا بِمَا يُغني عَن رده فَوَجَبَ الْقَضَاء على حُدُوث هَذِه الْأَجْسَام وَقد قَامَ الدَّلِيل على أَن الْجِسْم الْمُحدث لَا يَصح أَن يفعل فِي غَيره وَأَنه لَا تُوجد أَفعاله إِلَّا فِي نَفسه فَلم يجز أَن تكون هَذِه الْآثَار الأرضية من فعل الأفلاك إِذْ لَيست هَذِه الْأَفْعَال مَوْجُودَة بذواتها وعَلى أَن هَذِه الأفلاك إِذا ثَبت حدثها بِمَا وصفناه فَلَا تَخْلُو من أَن يكون لَهَا مُحدث مُدبر أَو لَا مُحدث لَهَا وَلَا مُدبر فَإِن لم يكن لَهَا مُحدث جَازَ وُقُوع الْآثَار الأرضية والعلوية وَسَائِر الْحَوَادِث من غير مُحدث هُوَ فلك أَو غَيره وَإِن كَانَ لَهَا مُحدث فَلَا يَخْلُو أَن يكون أحدثها بالطبع أَو بِالْقُدْرَةِ وَالِاخْتِيَار فَإِن كَانَ أحدثها بالطبع وَجب أَن تكون قديمَة لقدم الطَّبْع الَّذِي وَجَبت عَنهُ على مَا بَيناهُ وَخرجت عَن أَن تكون محدثة وَقد بَينا فَسَاد ذَلِك من قبل وَجَاز أَن تكون سَائِر الْحَوَادِث والتأثيرات حَادِثَة بطبع ذَلِك الصَّانِع الْمُحدث لهَذِهِ الأفلاك دون طباع هَذِه الْكَوَاكِب فَتكون كل الْحَوَادِث وَاقعَة بطبع ذَلِك الْفَاعِل وَإِن كَانَ أحدثها بِالْقُدْرَةِ وَالِاخْتِيَار فَلَا يَخْلُو أَن يكون

1 / 68