Tamhid Awail
تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل
Penyiasat
عماد الدين أحمد حيدر
Penerbit
مؤسسة الكتب الثقافية
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م
Lokasi Penerbit
لبنان
مَا أردناه وَإِن كَانَ عرضا فقد أقرُّوا بِوُجُود الْأَعْرَاض وَعدمهَا بعد الْوُجُود وَهَذَا مَا رمنا إثْبَاته وَلِأَن عدم معنى من الْجِسْم لَيْسَ بِشَيْء يحدث وَلَا يكْتَسب فمحال تعلق الْقُدْرَة بِمَا لَيْسَ بِمَعْنى يحدث ويكتسب فَبَطل هَذَا القَوْل
وَلِأَن الْجِسْم لَو تحرّك فِي جِهَة بِعَينهَا وَإِلَى محاذاة بِعَينهَا لعدم معنى مِنْهُ مَعَ صِحَة تحركه مَعَ عدم ذَلِك الْمَعْنى إِلَى غير تِلْكَ الْجِهَة والمحاذاة لم يكن بِأَن يَتَحَرَّك إِلَى الْجِهَة والمحاذاة الَّتِي تحرّك إِلَيْهَا أولى من تحركه إِلَى غَيرهَا وَفِي الْعلم بِكَوْنِهِ أولى بالتحرك إِلَى مَا تحرّك إِلَيْهِ وأحق بِهِ فِي ذَلِك الْوَقْت دَلِيل على بطلَان هَذَا القَوْل
وَلِأَن الْجِسْم أَيْضا لَو تحرّك لعدم معنى مِنْهُ لم يكن هُوَ بالتحرك أولى من غَيره من الْأَجْسَام لِأَن ذَلِك الْمَعْنى الَّذِي عدم مِنْهُ لَيْسَ هُوَ فِيهِ وَلَا فِي غَيره فَيجب لذَلِك تحرّك كل مَا لَيْسَ فِيهِ ذَلِك الْمَعْنى وَفِي الْعلم بِبُطْلَان هَذَا دَلِيل على فَسَاد هَذَا القَوْل
ويستحيل أَيْضا أَن يكون مَقْدُور الْقُدْرَة على تَحْرِيك الْجِسْم مَا لَيْسَ هُوَ نفس الْجِسْم وَلَا معنى سواهُ لِأَن مَا لَيْسَ هُوَ نَفسه وَلَا معنى غَيره لَيْسَ بِشَيْء يَصح أَن يكون حَادِثا أَو مكتسبا فَبَطل أَيْضا هَذَا الْوَجْه وَصَحَّ بذلك أَن قدرَة الْقَادِر على تَحْرِيك الْجِسْم قدرَة على فعل معنى فِيهِ أَو اكتسابه وَهَذَا هُوَ معنى قَوْلنَا إِن المتحرك كَانَ متحركا بالفاعل
وَيدل على أَن قدرَة الْإِنْسَان على المتحرك لَا يجوز أَن تكون قدرَة على نَفسه علمنَا وهم باستحالة كَون الْإِنْسَان فَاعِلا للأجسام وَأَنه لَو صَحَّ ذَلِك وَأَن يقدر على نَفسه لصَحَّ أَن يقدر على مثله وَمِمَّا يدل أَيْضا على أَنه لَا يجوز أَن يكون المتحرك متحركا لَا لنَفسِهِ وَلَا لعِلَّة أَن ذَلِك لَو كَانَ كَذَلِك لصار قَوْلنَا فِيهِ إِنَّه متحرك لقبا لَا فَائِدَة تَحْتَهُ ولجرى مجْرى تسميتنا زيدا زيدا وَذَلِكَ بَاطِل وَلِأَن ذَلِك لَو كَانَ كَذَلِك لم يكن هُوَ بالتحرك أولى من غَيره ولخرج قَوْلنَا متحرك عَن أَن يكون لَهُ مثبتا
1 / 40