ذكر"١ مبناه عدم الفرق بين ظاهر المقام وظاهر٢ الكلام؛ فإنّ صاحب المفتاح قد أورد الالتفات في الإخراج على خلاف الظاهر٣ بحسب اقتضاء أسلوب الكلام، وقد نبّهت فيما تقدّم على هذا وعلى الفرق بين الإخراجين. فإن قلت: قد أثبت صاحب المفتاح في أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَىقول امرئ القيس٤:
تَطَاوَلَ لَيلُكَ بِالأَثْمُدِ
التفاتًا، وهذا بناءً على أنّ كلًا من المتكلم٥ والخطاب والغيبة، إذا كان مقتضى الظاهر فعدل عنه ٦ إلى الآخر فهو التفات٧ عنده، قلت: نعم، أثبت فيه التفاتًا٨ على خلاف ما عليه الجمهور٩، ومع ذلك لم ينكر
_________
١ هذا مما يفهم من كلام السيد الشريف، انظر لوحة (٣٨/أوب) من المخطوط السابق وفي حاشيته على المطوّل أيضًا (١٣١) .
٢ في (د) والظاهر الكلام.
٣ ساقطة من (م) .
٤ امرؤ القيس بن حُجْر بن الحارث، الكندي رأس الطبقة الأولى من الشعراء الجاهليين وهو
من أصحاب المعلقات، ومن أوائل شعراء الجاهلية، سبق إلى أشياء ابتدعها، وتبعه الشعراء
فيها، انظر: طبقات فحول الشعراء لابن سلام ١/٥١- ٥٥ بتحقيق محمود محمد شاكر. والشعر والشعراء لابن قتيبة ١/٥٠- ٥٧.
وهذا شطر من بيت تمامه مع بقية الأبيات كما في ديوانه بتحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم (١٨٥):
تطاول ليلك بالأثمدِ ونام الخليّ ولم ترقدِ
وبات وباتت له ليلة كليلة ذي العائر الأرمد
وذلك من نبأ جاءني وأنبئته عن أبي الأسود
٥ في (د) المتكلم.
٦ في (د): عند.
٧ في (م) الالتفات.
٨ انظر المفتاح: ٢٠٠ و٢٠٢- ٢٠٤ وانظر شروح التلخيص ٤٦٩- ٤٧١.
٩ وفي هذا البيت:
تطاول ليلك بالأثمد
ونام الخليّ ولم ترقُد
التفات على مذهب السكاكي. وفي رأي الجمهور لا يوجد التفات، انظر شروح التلخيص ١/٤٧٠.
1 / 344