لا، لأنّ اعتباره لا يحقق الشرط المذكور، لأنّ الكلام قبل النّقل مع البعض، وبعده مع الكل حينئذٍ١، والكلّ غير البعض.
وقد نبّه على هذا صاحب الكشف٢، حيث قال في شرح القول المذكور لصاحب الكشاف: "وهو كذلك سواء حمل على تغليب الموجودين في عصره ﵊، أو لا"٣ وكلام صاحب المفتاح٤ خلو عن اعتبار هذا الشرط في الالتفات٥، والشارح الفاضل لم يتعرض له في شرحه.
_________
١ في النسختين: ح. ولعله رمز لهذه الكلمة التي أثبتّها.
٢ هو سراج الدين عمر بن عبد الرحمن بن عمر البهبهائي الكناني القزويني، كان له حظ وافر من العلوم لاسيما العربية، ولكن المنية لم تمهله فقد مات وهو شاب عن سبع أو ثمان وثلاثين سنة في عام ٧٤٥هـ وله حاشية على كشاف الزمخشري بعنوان (الكشف على الكشاف) مخطوط منه نسخة في مغنِسا رقم (٣٤٦٨) وفي الظاهرية، وفي الإسكندرية وفي خزانة الرباط.
- انظر شذرات الذهب / ٦: ١٤٣- ١٤٤ والأعلام ٥/٤٩.
٣ انظر /حاشية الشهاب الخفاجي المسماة بعناية القاضي وكفاية الراضي على تفسير البيضاوي ٢/١٩٤. فقد ذكر أنه لا التفات فيه على التغليب، والشهاب الخفاجي يكثر من النقل عن صاحب الكشف.
٤ هو أبو يعقوب، يوسف بن أبي بكر بن محمد بن علي السكاكّي الخوارزمي - سراج الدين. من الأئمة الأعلام في اللغة والبيان، له كتاب مشهور في البلاغة يسمّى (مفتاح العلوم) ولد بخوارزم عام ٥٥٥هـ وتوفي بها في عام ٦٢٦هـ،
انظر: بغية الوعاة ٢/٣٦٤ والأعلام: ٨/٢٢٢.
٥ انظر: المفتاح بشرح نعيم زرزور، ١٩٩ وما بعدها. وشروح التلخيص:/ ٤٦٤- ٤٦٥، ٤٦٧.
1 / 339