وإنما يكون هذا غير مضلل إذا كانت الأشياء الكثيرة حكمها حكم واحد. وذلك بأن يكون حكم الجميع منها حكم الواحد بعينه. فإن السؤال حينئذ عن جميعها هو كالسؤال عن واحد منها، مثل أن يقول: هل هذا وهذا أعمى؟ وهل هذا وهذا مبصر؟ إذا اتفق أن كان كلاهما أعمى أو كلاهما يبصر. فإن الأعمى لا يخالف الأعمى من جهة ما هو أعمى، إذ كان العمى فقد البصر؛ ولا البصير يخالف البصير من جهة ما هو بصير.
ففى مثل هذا الموضع يكون الجواب عن القضية الواحدة بعينها جوابًا عن القضايا الكثيرة.
وأما متى كان أحدهما أعمى، والآخر مبصرًا، فليس يمكن أن يكون الجواب واحدًا.
1 / 45