============================================================
الفن الأول علم المعابي والا فالوصل. أما كمال الانقطاع فلاختلافهما خبرا وإنشاء، لفظا ومعى، نحو: وقال رائدهم أرسوا نزاولها أو معنى فقط نحو: امات فلان رحمه الله1، أو لأنه لا جامع بينهما كما سيأتي. وأما كمال الاتصال فلكون الثانية مؤكدة للأولى لدفع توهم تحوز أو غلط نحو: لا ريب فيه"؛ فإنه لما بولغ في وصفه ببلوغه الدرحة القصوى في الكمال، بجعل المبتدأ "ذلك" وتعريف الخبر باللام، جاز أن يتوهم السامع قبل التأمل أنه مما يرمى به جزافا، فأتبعه نفيا لذلك التوهم، فوزانه وزان نفسه في اجاعني زيد نفسه(1، "ونحو { هدى للمتقين (البقرة:2)؛ فإن معناه أنه في الهداية بالغ درجة لا يدرك كنهها، حتى كأنه هداية محضة.
وهذا معى اذلك الكتاب"؛ لأن معناه -كما مر- الكتاب الكامل،000000 وإلا: أي وإن لم يكن بينهما شيء من أحد هذه الثلاثة فالوصل واحب؛ لوجود الداعى وعدم المانع، فالحاصل: أن للحملتين اللتين لا محل لهما من الإعراب، ولم يكن للأولى حكم لا يقصد إعطاؤه للثانية ستة أحوال كما فصله المصف طل وقال: أما كمال إلخ. رائدهم: هو الذي يتقدم القوم لطلب الماء والكلا. نزاولها: [ أي نحاول ونعالج الحرب] لم يعطف "نزاولها على "أرسوا1، لأنه خبر لفظا ومعنا، و"أرسوا1 إنشاء لفظا ومعن، وهذا مثال لكمال الانقطاع يين الجملتين.
مات إخ: فلم يعطف "رحمه الله" على "مات"؛ لأنه إنشاء معن، وامات" خبر معنى وإن كانتا جميعا خرين لفظا. مؤكدة : وهو قسمان، أحدهما: أن تنزل الثانية بمنزلة التاكيد المعنوي من متبوعه في إفادة التقرهر مع الاختلاف في المعنى، وثانيهما: أن تنزل الثانية من الأولى بمنزلة التاكيد اللفظي من متبوعه في اتحاد المعنى لا ريب فيه: أي بالنسبة إلى "ذلك الكتاب" إذا جعلت "لم" طائفة من الحروف أو جملة مستقلة، و"ذلك الكتاب" جملة ثانية "ولا ريب فيه1 جملة ثالثة، وفيه وجوه أخر خارحة عن المقصود.
بجعل المبتدأ: لما مر من أن تعريف المسند إليه بالاشارة يدل على كمال العناية بتمييزه، وأنه رتما يجعل بعده ذريعة إلى تعظيمه وبعد درحته. فأتبعه: على صيغة المجهول، أي أتبع "لا ريب فيه" ذلك الكتاب، نفيا لذلك التوهم.
وزان نفسه: أي في إزالة التوهم مع احتلاف معاني المؤكد والمؤكد. ونحو هدى: إنما قال: ونحو هدى؛ لأته بمنزلة التاكيد اللفظي في اتحاد المعنى. فيإن: هذا تعليل جملة: أمدكم بأنعام} (الشعراء: 133) منزلة بدل البعض من ملةأمدكم بما تعلمون (الشعراء:132).
Halaman 62