Ringkasan Buku Al-Hass dan Al-Mahsus oleh Aristu
تلخيص كتاب الحاس والمحسوس لأرسطو
Genre-genre
وانما كان بعض الناس اصدق رؤيا من بعض واكثر روية فى النوم من بعض، لموضع تفاضلهم فى هذه القوة، اعنى قوة التخيل، وهاؤلاء هم ذوا الامزجة السوداوية الباردة اليابسة، وذلك ان الرطوبة من شانها شأنها ان تغمر القوى وتبطل فعلها وتسد مجارى الروح، ويكون نوم صاحبها شديد الاستغراق،حتى ان هاؤلاء لا يكاد يتخيل لهم شى بل نومهم شبيه بالموت. والخلط السوداوى يجتمع فيه انه موافق للنوم وموافق لفعل هذه القوة. اما موافقته للنوم، فمن جهة ان هذا الخلط كثير البخار يصعد الى الراس الرأس فيحدث النوم. واما موافقته لهذه القوة فمن جهة ان هذه القوة لما كانت شديدة الحركة دائمة الاضطراب فى النوم واليقظة، منتقلة من خيال الى خيال، كانت ردأة رداءة فعلها انما هى فى سرعة الحركة والانتقال من خيال الى خيال، وقلة الاستثبات والاتقان لخيال الشىء الذى تصوره. وكانت جودة فعلها انما هى الاستثبات وجودة التصوير والاتقان للشىء الذى تصورها. والذى يلائم هذا الفعل انما هو المزاج البارد اليابس، وذلك ان البرد يوجب بطء الحركة، واليبس ثبوت الصورة. ولذلك يوجد سلطان هذه القوى فى اصحاب المرة السوداء حتى انهم يدركون فى اليقظة ما يدركونه فى النوم.
واما هل يكون هذا الادراك فى الامور الثلائة، اعنى الماضية والحاضرة والمستقبلة، ففيه موضع نظر. وذلك ان المقصود منها بالانذار انما هو ما يحدث فى المستقبل، الا انه ليس يبعد ان يقع فى الماضى والحاضر اذا كان ذلك مجهولا عندنا. واما فى اى جنس من اجناس المعلوات كما قيل، اما علوم نظرية واما صنائع عملية واما قوى فكرية جزئية. وهو ظاهر من امر هذا الادراك، انه انما يكون اكثر ذلك فى الامور المستقبلة التى يختص ادراكها بالقوى الفكرية الجزئية التى تستعمل فى ادراك النافع والضار فى الامور المستقبلة.
Halaman 88