Pengarang Suci dalam ciri-ciri Raja Zahir Al-Qaim yang Membela Kebenaran Abu Said Jaqmaq
التأليف الطاهر في شيم الملك الظاهر القائم بنصرة الحقق أبي سعيد جقمق
Genre-genre
112ظ
الجمعة فلما انقضت الصلوة وثب آخرون وصاحوا بأن هذه الجمعة الثانية لم تصح وأقاموا لصلاة الظهر • وتقدم واحد وصلى بهم الظهر أربع ركعات • فاتفق في هذا اليوم الواحد بالجامع الأزهر أربع خطب • وصلاة الجمعة مرتين • وصلاة الظهر مرتين • وانصرف الناس وكل طائفة تخطى الأخرى • ونظير الناس متفاد لأعلى السلطان وزواله بإقامة خطبتين في مكان واحد • وهبت ريح باردة حتى ظن اكثر الناس أنهم ميتون ولو قدر موت الخطيب على المنبر لهلك جماعة كثيرة من الوهم • وكان الملك الأشرف في سادس هذا الشهر قد استقل من مرضه وخرج إلى خليج الزعفران وكان يوم الثلاثاء فاستمر إلى آخر النهار وفرق فيه مالا على الفقراء فتزاحمت الفقراء على تفرقة ذلك ورموه عن فرسه فاستشاط السلطان وطلب سلطان الحرافيش وشيخ الطوائف ورسم أن يمنعوا الجعيدية من الكدية والشحاذة ورسم أنه من وجد منهم وهو يشحذ فإنه يستعمله في الحفير فلم يبق من الشحاذين إلا العميان والزمني وأرباب العاهات فزادت الأدعية عليه بزوال ملكه فأصبح يوم الأربعاء سابع شوال وقد انتكس ولزم الفراش وتزايد مرضه غير أنه كان يظهر التجلد وينشد بلسان الحال • • بتجلدي للشامتين أريهم • إني لريب الدهر لا اتضعضع • ولسان القضاء والقدر يجيبه • • وإذا المنية انشبت اظافرها • الغيت كل نميمة لا تنفع • وكان يخلع على الأطباء ويركب وهو مصغر اللون • ساقط القوة • إلى أن عجز عن القيام • في ليلة الأربعاء المذكور • وفشا الموت في الدور السلطانية • وفي أولاده وخطاياه وجواريه • وجواري نسائه • وفي الخدام والمماليك السلطانية بالقلعة • وسكان الطباق وسكان القلعة • وفي سائر الناس بالقاهرة ومصر وما بينها • وانتشر إلى بعض بلاد الصعيد • وبلاد الواحات • والفيوم • وبعض بلاد الجرف بالشرقية
113و
وخرج المحمل يوم الإثنين تاسع عشرة • وأميرهم اقبغا الناصري أحد الطبلخاناه فمات ابنه وابنته في هذا اليوم • وجماعة ممن خرج إلى الحج • وفي الغد وبعده • وفي سادس هذا الشهر ثارت العشران بالشام • وقتل فيها محمد بن منصور • وقتل على ما قيل من العشران ما ينيف على ألف نفس • وكانت الصقعة أتلفت فواكه دمشق وكانت وقعت يوم العيد والناس في حلق العيد • فبينا الدنيا كالعروس تنجلي ما بين أشجار خضرة وأزهار ونضرة • فهبت عليها نسيمة باردة • في لحظة واحدة • كما قال الله تعالى فجعلناها حصيدا كان لم تغن بالأمس • فما خرج الناس من صلوة العيد إلا والأشجار كأنها فحمة يابسة • ثم في يوم الخميس ثاني عشرة خلع على الأطباء بأن السلطان قد تعافى في يوم الجمعة سار الحاج من البركة • ويوم السبت رابع عشره رسم السلطان بتوسيط الأطباء الذين خلع عليهم • وهما العفيف رئيس الأطباء • وزين الدين خضر • وذلك لاستبطائه العافية وحرصه على الحيوة • وظنه أنهم يقدرون على شفائه • وإنهم يقصرون • أو أنهم أساؤوا التدبير وأخطأوا في علاجه • وذلك لسوء أخلاقه • وضيق عطفه • أو لجهله • وقلة فهمه • فإنه كان عميما فج لا يعرف شيئا وإنما ساعدته الأقدار • فكان يتصور أن الطبيب يقدر يشفي ويعافي • ولما رأى عجزهم • أو أنهم لا يعافونه ولا يشفونه • فدعا بوالي القاهرة عمر ابن سيفا فحضر وللسلطان جالس بين يديه جماعة من خواصه • منهم صلاح الدين محمد بن نصر الله كاتب السر • وصفي الدين جوهر الخزندار وغيرهم • وفيهم العفيف • وزين الدين خضر • فلما حضر الوالي أمره أن يأخذ العفيف ويوسطه بالقلعة فأقامه ومضى به • ثم نظر إلى خضر وأمره أن يوسطه أيضا فأخذ الآخر فجعل يصيح وقام أهل المجلس وصاروا ما بين مقبل رجله • وما بين مقبل الأرض • وهم يتضرعون إليه في العفو فلم يقبل وبعث واحد بعد واحد يستعجل الوالي في توسيطهما وهو يتباطأ رجاء
113ظ
أن يقع العفو عنهما • فلما طال الأمر بعث السلطان من أشد أعوانه وأغلظهم وأمره أن يحضر توسيطهما • فخرج بعد أن أغلظ الوالي في القول • فقدم العفيف واستسلم وثبت فوسط قطعتين بالسيف • وقدم خضر فجزع جزعا شديدا • وجعل يدافع عن نفسه وصاح • فتكاثروا عليه • ووسطوه توسيطا شنيعا لتلويه واضطرابه • ثم حملا إلى أهليهما ذلك • ولم يعرف بمثل هذه الحادثة • وتزايد المرض بالسلطان من يومئذ إلى يوم الخميس تاسع عشريه • أيس من الحياة فاستدعى الأمير الكبير جقمق العلاء الأتابك ومن تأخر من الأمراء المقدمين • وقال لهم انظروا في أمركم وخوفهم مما جرى بعد المؤيد شيخ من اختلاف أمرائه وتلافهم • وطال الكلام وتصدعوا على غير شيء ولم يبروموا أمرا ولا عقدوا عقدا • ثم أهل ذي القعدة بيوم السبت والناس في شدة عظيمة من مرض السلطان والأرجاف بموته ساعة فساعة • وموت مماليكه حتى لقد مات منهم نحو الألف • ومات من الخدام الخصيان مائة وستون ومن الجواري بدار السلطان نحو من ذلك • ومن الخطايا سبع عشرة ومن أولاد السلطان ذكورا وإناثا سبعة عشر • وشمل الطاعون عام بيوت القاهرة • ومصر وما بينهما • فما من بيت إلا وفيه ميت أو مريض • وكذلك بلاد الشام من الفرات إلى غيره • وخرج قفل من القاهرة إلى الشام فمات إلى أن وصل إلى العريش منهم نحو سبعين إنسانا • وأكثر مع كساد البيعات • وتعطيل الأسواق والمعاملات • إلا ما يحتاج إليه الموتى • وصاروا كما قال المعمار • ومات من لا عمره ماتا • غير أن الموت تناقص لما أهل هذا الشهر • ووصل الخبر أن العساكر المجردة إلى ابلسيين وصلت إليها • • ذكر العهد لولده •
114و
وفي رابعه عهد السلطان إلى ولده المقام الجمالي يوسف وذلك أنه لما تزايد المرض • قال عظيم الدولة القاضي زين الدين عبد الباسط • للأمير صفي الدين جوهر الخزندار • عن أمر المقام الجمالي • وأشار عليه أن يفاوض السلطان في وقت خلوته به أن يعهد إليه بالسلطنة من بعد وفاته • ويحسن له ذلك فراقب الفرصة إلى أن قال له السلطان يا جوهر حرر لي جملة ما يتحصل من الأوقاف على أولادي ففعل ثم وجد فرصة للكلام فأعلمه بما أشار به القاضي زين الدين عبد الباسط من العهد إلى المقام والجمالي فأعجبه ذلك وأمر باستدعائه فلما حضر سأله عما ذكر له جوهر عنه فأخذ يحسن ذلك ويقول في هذا اجتماع الكلمة • وسد باب الفتن • وعمارة بيوت السلطان • ومصلحة العباد • وعمارة البلاد • ونحو ذلك من القول • فأجاب إلى ذلك ورسم باستدعاء الخليفة • والقضاة والأمراء • والمماليك • وأهل الدولة وحضورهم في غد • فمضى عنه القاضي زين الدين ونزل إلى داره بالقاهرة • وأرسل إلى المذكورين • والأعيان • أن يحضروا بكرة النهار • بين يدي السلطان • وتقدم إلى القاضي شرف الدين أبي بكر الأشقر نائب كاتب السر بكتابة العهد إلى المقام الجمالي فأعجبه ذلك وأمر باستدعائه فلما حضر سأله عما ذكر له جوهر عنه فأخذ يحسن ذلك ويقول في هذا اجتماع الكلمة وسد الفتن • وعمارة بيوت السلطان • ومصلحة العباد • وعمارة البلاد • ونحو ذلك من القول • فأجاب إلى ذلك ورسم باستدعاء الخليفة والقضاة • والأمراء المماليك • وأهل الدولة وحضورهم في غد • فمضى عن القاضي زين الدين • وبذل إلى داره بالقاهرة • وأرسل إلى المذكورين والأعيان أن يحضروا غدا بكرة النهار بين يدي السلطان وتقدم إلى القاضي شرف الدين بن أبي بكر الأشقر نائب كاتب السر بكتابة العهد إلى المقام الجمالي وذلك أن القاضي صلاح الدين محمد بن نصر الله كاتب السر لما وسط العفيف
114ظ
وحضر • تغير مزاجه • واشتد جزعه • إلى أن حم في ليلة الجمعة • ونزل من القلعة ولزم الفراش • وظهر الطاعون مواضع في بدنه • وجعل مرضه يتزايد • فبادر القاضي شرف الدين • وكتب العهد ليلا • وأصبح الجماعة في يوم الثلاثاء • وهم بالقلعة وذلك رابع الشهر فأخرج السلطان إلى مقعد يشرف على الحوش وقد وقف به الأمير خوش قدم الطواشي مقدم المماليك • ومعد جميع من بقي من المماليك السلطانية سكان البطاق بالقلعة • وجميع من هو أسفل القلعة من المشتراوات والمستخدمين وجلس الخليفة أمير المؤمنين المعتضد بالله أبو الفتح داود • وقضاة القضاة الأربع على مراتبهم • والأمير الكبير جقمق العلاء أتابك العساكر • ومن تأخر من أمراء الألوف • والمباشرون ما عدا كاتب السر فإنه شديد المرض • ثم قام القاضي زين الدين عبد الباسط • وفتح باب الكلام من عهد السلطان من بعد وفاته لابنه المقام الجمالي بالسلطنة • وقد حضر مع أبيه فاستحسن الخليفة ذلك وأشاد به فتقدم القاضي شرف الدين الأشقر بالعهد إلى بين يدي السلطان فأشهد السلطان على نفسه بأنه عهد إلى ولده الملك العزيز جمال الدين أبي المحاسن يوسف من بعد وفاته بالسلطنة • فأمضى الخليفة العهد • وشهد بذلك القضاة • ثم إن السلطان التفت إلى مقدم المماليك وكلمه بالتركية والمماليك تسمعه كلاما طويلا ليبلغه عنه إلى المماليك وحاصله أن اشتراهم ورباهم وإنهم أفسدوا فسادا كبيرا عدد فيه ذنوبهم وإنه تغير من ذلك عليهم وما زال يدعوا الله عليهم حتى هلك منهم من هلك في طاعون سنة ثلث وثلثين ثم اشترى بعدهم طوائف ورباهم فشرعوا أيضا في الفساد كما فعل أولئك الهالكون بدعائه وإنه قد وقع فيكم الطاعون فمات منكم من مات وقد عفوت
Halaman tidak diketahui