Pengarang Suci dalam ciri-ciri Raja Zahir Al-Qaim yang Membela Kebenaran Abu Said Jaqmaq
التأليف الطاهر في شيم الملك الظاهر القائم بنصرة الحقق أبي سعيد جقمق
Genre-genre
8ظ
من خواص مولانا السلطان خلد الله تعالى سلطانه • وأوضح على العالمين برهانه • إن مولانا السلطان كان في أوان شبابه من أحسن الفتيان صورة • وأزكاهم سيرة • وإنه من حدود سنة خمس أو سنة ست وتسعين وسبعمائة كان يسكن عند جامع الماس بالقاهرة • وكان قد حبب إليه الرمي بالسهام • واللعب بالرمح • والصراع • والثقاف • وجميع ما يتعلق بالغزاة والجهاد في سبيل الله تعالى من ركوب الخيل • والفروسية • وإعداد ما استطاع للكفار من قوة • ومن رباط الخيل • وتعاطى أسباب ما يرهب به عدو الله وعدوه • وهو مع ذلك مواظب على أفعال الخير وإقامة الصلوات في أحسن أوقاتها بصفة الكمال مداوم على الطهارة • والوضوء • وتلاوة القرآن العظيم • ليلا ونهارا بالقراءات السبع • محب للفراء والعلماء • مصاحب للفضلاء والأذكياء • كثير الميل إلى معاشرة أرباب القلوب والأولياء • يؤانسهم ويوادهم • ويوثرهم على نفسه بأنواع المبار والإحسان • قد جعلهم ذريعة بينه وبين الله تعالى عامل بما قيل من استقامة النية اختيار صحبة البرار بكرمهم ويستجلب دعاهم وخواطرهم بكل ما تصل إليه يده • شفوق على الضعيف • والفقير • والأرملة • واليتيم • محسن إلى • الغريب والقريب • يغتنم دعاء الصالحين كثير الصدقة • والبر • والمعروف • ولم يزل يترقى به الأحوال السعيدة • باطنا وظاهرا • حتى صار له منزلة • وانتظم في سلك أخوه المقر الموالف جركس المصارع • ولقد بلغني أن الملك الناصر فرج بن الملك الظاهر برقوق رحمهما الله تعالى لما استولى بعد وفاة والده واستقل بعدما تقلبت به الأحوال جرى بينه وبين الأمراء من عساكره ما جرى من الفتك والقتل وسائر ما هو مشهور عنهم ما وقع بينهم فاتفق أنه قبض على طائفة من الأمراء وحبسهم • وكان مولانا السلطان إذ ذاك من جملتهم
9و
والمعدودين في أعيانهم • ثم بعد ذلك شرع بقتلهم واحدا بعد واحد فلقد أخبرني من لا يشك في صدقه أن الملك الناصر كان قد أضمر أنه يتعرض لمولانا السلطان بأذى على جاري عادته فنام ليلة كان قد عزم على ذلك في صباحها فرأى في منامه كأن شخصا مهابا في يده شيء إما سيف مصلت وإما غيره وقد قصده به وهم أن يضربه به وهو يقول له يا فاعل يا تارك والله لين تعرضت للأمير جقمق باذي أو سلطت عليه من يؤذيه أو قصدته بسوء لندقن عنقك ولنقتلنك شر قتلة ففر وهو مرعوب واستيقظ وهو مذعور واقلع عما كان قد عزم عليه فانظر إلى هذه العناية الربانية • واللطيفة السابقة الصمدانية • وهل هي إلا معنى قوله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب • ومن يتوكل على الله فهو حسبه • وإذا كان الله تعالى حسب إنسان من هو الذي يقدر على إيصال مكروه إليه • ولولا أن أساس يقين مولانا السلطان عامله الله بالإلطاف • ووقاه شر ما يخاف • بالله تعالى وحسن توكله عليه في غاية من الأحكام • وجعل معاملاته وإخلاصه في طاعته بلغ نهاية الإبرام • لما تلافاه بلطفه في حدقة هذه الأهوال • ولا ادخره رحمة لعباده في هذا العصر الذي قحط فيه الرجال • حكي الإمام أبو القاسم القشيري رحمه الله تعالى قال أمر رجل هرون الرشيد بالمعروف فغضب عليه فأمر أن يربط مع بغلة سيئة الخلق لتقتله فلم تضره ولم تؤذه فأمر أن يلقى في بيت ويطين بابه عليه ففعلوا به ذلك فرأوه ماشيا يتبختر في بستان فأحضروه عند هرون والبيت مطين بحاله فقال له من أخرجك من البيت فقال الذي أدخلني البستان قال ومن أدخلك البستان قال الذي أخرجني من البيت فأمر هرون أن يركبوه دابة ويطوفوا به المدينة وينادوا ألا إن هرون أراد أن يذل عبدا أعزه الله تعالى فلم يقدر • ثم إن مولانا السلطان خلد
9ظ
الله تعالى سلطانه • وأوضح على العالمين برهانه • لم يزل يعلوا برهانه مقداره • ويرتفع به للدين منارة • ويزدان بطلعته الشريفة من كل منصب يليه شعاره ودثاره حتى تقدم في الإمرة وفاق أقرانه • في النباهة والشهرة • وصار حاجب الحجاب بمصر المحروسة • ثم ولي الولايات المعتبرة • وكان كلما زاده الله نعمة جدد لها شكرا • وكلما قلده منة ادخرها في رقاب عباده لداره الأخرى • واستمر يصطنع المعروف حيثما ولي • ويبقي المآثر الجميلة أن ما حل ركابه الشريف في أيام الملك المؤيد شيخ • والملك الظاهر تتر والملك الأشرف برسباي تغمدهم الله برحمته وولي وظيفة الخزندارية من زمان الملك المؤيد • وهو مع ذلك مقبول القول ميمون النقيبة • مبارك الطلعة منجح الفأل • سعيد الرأي • يتأمن بطلعته الشريفة الكبير والصغير • ويبتهج برؤيا وجهه الكريم القريب والغريب • ولما توجه الملك الأشرف برسباي إلى آمة ووصلت العساكر المنصورة إلى الشام كان مولانا السلطان إذ ذاك أمير أخور فنزلوا ببرزة فتوجه غالب أهل الخير والعلم والصلاح إليه ليقبلوا الأرض بين يديه وذلك لما اشتهر ثناؤه العاطر • وانتشر عطاؤه الوافر • وبره الجزيل • ولقاؤه الجميل • ومعاملته بالبشر والطلاقة • والخير والسماحة • لكل من يتمثل بين يديه فتوجهت فيمن توجه لتقبيل الأرض بين يديه وكنا إذ ذاك نتردد إلى شيخنا المرحوم الشيخ علاء الدين البخاري تغمده الله تعالى رضوانه • وأسكنه بحبوحة جنانه • وكان شيخنا المشار إليه كثيرا ما يثني على مولانا السلطان وما كان بوجه وجه الثناء والدعاء لأحد من أكابر الزمان إلا إليه • نبذة من صفات شيخنا المرحوم المشار وما قصدت بذكر الشيخ رحمه الله تعالى في الكتاب إلا التبرك لأن عند ذكر الصالحين تترك الرحمة • كان شيخنا الشيخ علاء الدين البخاري المشار
10و
إليه أفاض الله سجال الرضوان عليه من أفراد الأولياء • وخواص عمال العلماء • وكان من يجاريه من علماء العرب والعجم في شيء من العلوم أي علم كان يقول ليس على وجه الأرض أعلم منه وكأنه في كل علم مصنفه وفي تقرير كل كتاب مؤلف • وأما عمله واجتهاده فكان مراقبا لأحواله محافظا على رعاية أقواله وأفعاله • وكان كرجل حفر قبره وتدلت رجلاه فيه وهو على آخر رمق ينتظر خروج بقية ما في نفسه ليسقط فيه • وكان من رأى تقريره العلوم يرجح علمه على عمله ومن اطلع على مجاهدته نفسه يفضل عمله على علمه • وكان قد اشتغل على حاله الشيخ عبد الرحمن القشلاني البخاري ثم أخذ الفقه عن مشايخ الأعصون ومنهم الشيخ نعمان الخوارزمي المعتزلي الذي كان يقال مائي الفقه النعمان الثاني وهو أبو عبد الجبار المعتزلي الذي كان مع تمرلنك يدور معه البلاد ثم أن الشيخ علاء الدين المشار إليه أخذ العلوم الأدبية عن الشيخ سعد الدين التفتازاني • وكان له دنيا عريضة يتعانى المتاجر وأقام بالهند مدة وقد برع في العلوم ثم قدم إلى مصر في زمان الملك المؤيد وجرى له مع غلمائها أمور ثم حج منها ورجع مع الشامي إلى دمشق في أوائل سنة اثنين وثلاثين وثمان مائة واشتغل بالإفادة ولم يزل يتقلل من الدنيا حتى خرج منها فقرأ صورة التاريخ الآتي ذكره فيه • وأخبرني الشيخ الإمام علاء الدين أبو الحسن علي القابوني الحنفي شيخ علوم العربية بدمشق أيدها الله تعالى ونحن أخوان نتردد إلى الشيخ في شهر سنة أربع وثلاثين وثمانمائة • قال رأيت في المنام كان هاتف ينادي إلا أن الشيخ علاء الدين البخاري صار في هذه الليلة قطبا • ومن صفاته الجميلة أنه ما كان يجازف بالكلام وإنما يتكلم بما هو واقع من المغيبات وكان ينظر بنور الله تعالى فيتكلم مكاشفة فإذا دخل عليه أحد وفي خاطره شيء يريد يعرضه على الشيخ ويستشيره فيه أو يسأله عنه فيجلس ساكتا منتظرا ما يقوله
10ظ
الشيخ فإنه كان مهابا وقورا لا يبتدئ أحد عنده بكلام حتى يكون هو المبتدئ فإذا تكلم الشيخ بشي افتتح بكلام يكون جوابا لذلك السائل • ومفصحا عما في ضمير ذلك المستشير وارشادا له إلى ما يفعل سابقا لكلامه • وجوابا لسؤاله • ولقد قال لي خادمه الشيخ خضر الكردي رحمه الله قال لي الشيخ رضي الله عنه ذات يوم يا شيخ خضر إن لم يدخل على أحد قط إلا أظهرني الله تعالى على ما في نفسه • وأطلعني على ما في ضميره • فعلمت ما في خاطره • قال ثم كان الشيخ أفاق من هذا الكلام فقال يا شيخ خضر لا تلتفت إلى هذا الكلام ولا تغتر به فإن هذا أدنى مقامات أرباب الكشف والشيخ رضي الله عنه كان أعلى مقاما من أن يوصف بهذا • وهذا بعينه ما قاله الجنيد رضي الله عنه وقد سئل عن العارف فقال العارف من نطق عن سرك وأنت ساكت • وحكي الجناب الكريم القاضي الشرفي سيدي يحيى بن العطار حفظ الله تعالى مجده • وأدام سعادته ومجده • لما قدم الشام أواخر سنة ثلث وأربعين وثمانمائة بخانقاة الباسطية • قال كان الشيخ رحمه الله في سنة أربع وعشرين وثمانمائة بمصر وكنا إذ ذاك نتردد إليه ونقرأ عليه وكان تغمده الله برحمته يغار على أصحابه من الدنيا والغرور بها ويرجوا لهم كل خير • وكان مولانا السلطان خلد الله دولته إذ ذاك خزندار فأرسل إلي مع الجناب القضاي الفرسي السخاوي أن إلى نيابة الأنظار الجارية تحت تكلمه الشريف وتصرفه مع مباشرة وظيفة الدوادارية له فامتنعت متعللا بأني قد تركت هذه الأشياء • ونأيت عن المباشرات فألح علي وحاباني فذكرت أني مغتنم صحبة الشيخ علاء الدين البخاري والقراءة عليه والملازمة لخدمته ولا أؤثر على ذلك شيئا فاتفق لنا اجتماع بحضرته الكريمة وذكر هذا الكلام فقال الشيخ رضي الله عنه أما تمنعك عن قبول هذه الأشياء فهو أنفع لك وأعود عليك في الدنيا والآخرة
Halaman tidak diketahui