Pengarang Suci dalam ciri-ciri Raja Zahir Al-Qaim yang Membela Kebenaran Abu Said Jaqmaq
التأليف الطاهر في شيم الملك الظاهر القائم بنصرة الحقق أبي سعيد جقمق
Genre-genre
عليه الصلاة والسلام إن الله قسم بينك أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم • قال الفضيل رضي الله عنه ثلاثة لا يلامون على الغضب المريض • والصائم • والمسافر • ومما نقل عن دماثة أخلاق الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب سقي الله ثراه شآبيب الغفران • أنه لما ثقل في مرض موته أسند ظهره إلى مخدة وأحضر له ماء فآثر ليشربه عقيب شراب يلين باطنه فشربه فوجده شديد الحرارة فشكا من شدة حره فغيروه وعرض عليه ثانيا فشكى من شدة برده ولم يغضب ولم يصخب ولم يقل سوى سبحان الله لا يمكن أحدا تعديل الماء • ولم يزد على هذا حتى تعجب الحاضرون من لين جانبه ودماثة أخلاقه في تلك الحالة خاصة • وقال القاضي الفاضل والله لو أن هذا وقع لبعض الناس كان قد ضرب بالقدح رأس من أحضره وهذه الأخلاق الشريفة بعينها هي سجية مولانا السلطان خلد الله تعالى سلطنته ومملكته الراسخة في ذاته الشريفة • وإنه قد وجد الحلم والاغضاء والإحسان إلى كافة الخلائق عامة وخاصة أعون له على سيد قلوبهم وأوثق قيد ورباق ربط أعناقهم فبث ذلك فيهم • واصطاد الغريب والقريب • شعر • • ومن وجد الإحسان قدا تقيدا • فالشفقة والرحمة والحنو والعاطفة التي جعل الله تعالى مولانا السلطان عليها قل إن توجد إلا في أفراد الاولياء • وأحاد العباد من الأصفياء • أما شفقته ورحمته للقريب والغريب والصادر والوارد فأجل من أن يحصى • وأعظم من أن يستقصى • ولكن أذكر نكتة من شفقته وحنوه • ووفور مرحمته على مخالفيه ليعلم من ذلك ما منحه الله تعالى من الرأفة والعاطفة ويكون ذلك كالأنموذج على غيره وهو أنه لما أظهر الأجلاب العصيان • ورفعت يد المماليك الأشرفية يد البغي والطغيان • وعصوا في القلعة كما مر وسيأتي بيانه في موضعه سنة
39و
اثنين وأربعين وثمانمائة لزم من هذا أنه توجه إلى القلعة وقصد الهفاء نائر لهم وقمع فسادهم فأقام يحاصرهم فأشار جماعة من العسكر المنصور أنهم يقطعون الماء عن البغاة ليظهروا فقال لا تفعلوا فإن هذا لا يفيدنا شيئا لان في القلعة الضعيف والفقير والحرم والعاجز عن الوصول إلى الماء فما ذنبهم فإن نحن قطعنا الماء عن الناس فأول من يتضرر بقلة الماء وغلبة العطش الضعفة من المسلمين لا نستفيد من القصد بقدر ما نأثم بل نتوكل على الله تعالى ونلقي مقاليد أمورنا إلى تدبيره وزمام تقديره يفعل بنا وبهم ما يشاء ويحكم ما يريد • ثم إن الذين أشاروا بقطع الماء توجهوا من غير أن يكون لمولانا السلطان بذلك علم وقطعوا سبيل أم المؤمنين فاضطررت العصاة وهم بلا ماء ونزلوا طائعين ومناديلهم في رقابهم وإذا كان هذا الشفقة في حق مخالفيه وأعدائه فما الظن بالشفقة والحنو على مطيعيه والمخلصين من أوليائه• وأما وفور شفقته العامة من حق العامة والخاصة ومرحمته وعاطفته لجميع الخلائق • فلو أمكنه أن يجعل جميع الناس أوتادا أولياء وعبادا أصفياء • لفعل وهذا الوصف بعينه كان خلق شيخنا المرحوم الشيخ علاء الدين النجاري تغمده الله تعالى برحمته فإنه كان يقتل نفسه في إجهاده أن يرد الناس عما هم عليه من ارتكاب الهوى • والمساعي الباطلة • وحظوظ الأنفس ويود جهده وطاقته إن يتخلص الخلق من المأثم والمظالم • ويصيروا أتقياء • أبرارا وأذكياء أخيارا• وكان مولانا السلطان خلد الله دولته والشيخ علاء الدين روى الله روضته • كانا فرسي رهان في هذا الوصف السعيد • والخلق الحميد • غير أن مولانا السلطان يتعاطى أسباب ذلك قولا وفعلا بتولية الوظائف • وبذل الأموال • وإعطاء المناصب لأربابها • لحفظ دينهم وتبعيدهم عن الآثام • وتقريبهم إلى ما يرضي الله تعالى ويبلغهم دار السلام • وهذا
39ظ
لعلمه الشريف بأنه راعيهم ومسئول14 عنهم فهو مجتهد في العمل بمقتضى علمه الشريف بما تبلغ إليه طاقته • ويصل إليه اجتهاده فاسأل الله تعالى أن يعطف بقلوب الخاص والعام على طاعته الشريفة • وتحليهم بحلي الإخلاص والعكوف على محبته المنيفة • وينفذ في مسامع اقبالهم مراسيم أوامره • ويقيد ملوك الدنيا بأرباق زواجره • • • فصل في الشكر • قال تعالى وإذ تأذن ربكم لين شكرتم لأزيدنكم • وقال تعالى وقليل من عبادي الشكور • والشكر عند أهل الحقيقة الاعتراف بالنعمة على سبيل الخضوع والله سبحانه وتعالى سمي نفسه شكورا على معنى أنه يجازي العبد على أداء الشكر فعلى هذا إذا أطلق الشكور على الله تعالى يكون مجازا وإذا أطلق على العبد يكون حقيقة قال الإمام أبو القاس القشيري رحمه الله حقيقة الشكر الثناء على المحسن بذكر إحسانه فشكر الله تعالى لعبده المحسن ثناؤه عليه بذكر أفعاله الحسنة وطاعاته فعلى هذا يكون الشكور حقيقة في جانب الخالق والمخلوق وقيل شكره تعالى أعطاؤه الثواب الجزيل على العمل القليل • حكي أن رجلا ريئي15 في المنام بعد موته فقيل له ما فعل الله بك فقال أقامني بين يديه وقال لم خفتني كل ذلك الخوف أما علمت أني كريم • وسئل بعضهم عن أشكر الشاكرين فقال المطيع الذي يعد نفسه من المذنبين • والمجتهد في الفرائض والنوافل الذي يعد نفسه من المقصرين • والراضي بالقليل الذي يعد نفسه من الراغبين والذاكر الذي يعد نفسه من الغافلين • والمواظب الذي يعد نفسه من البطالين • والشكر على أقسام شكر البدن وهو أن لا يشغل جوارحه بغير الطاعة • وشكر القلب وهو أن لا يشتغل في غير ثناء حمده وخالقه ومدحته • وشكر المال وهو أن لا ينفقه في غير رضاه ومحبته • وقيل الشكر أن لا يستعان بنعمة على معاصيه
40و
قال بعض العلماء حقيقة شكر الله تعالى استقامة القلب على أداء جميع الطاعات والاجتناب عن جميع المعاصي • وقال الهلب بن أبي صفرة إذا رأيتم النعم مستدرة فبادروها بتعجيل الشكر قبل حلول الزوال • قال بعض العلماء العارفين في معنى قوله تعالى وقيل من عبادي الشكور أي قليل من يشهد النعمة من أخر حقيقة الشكر للنعمة الغيبة عن شهودها بشهود المنعم تعالى وتقدس اعلم أن شكر الله تعالى واجب على كل مخلوق لأن نعمه شاملة للكل وأول النعم الوجود من العدم • ثم بعد ذلك تزداد النعم وتترادف الآلاء • وكلما زادت نعم الله تعالى على بعد زاد وجوب الشكر عليه فأذن الملوك والسلاطين أشمل نعما من غيرهم فيكون شكر الله تعالى عليهم أوجب وأكثر • بيان ذلك أن السلطان طل الله تعالى في أرضه • وله شطر من حكمه قبل حكمه • وليس فوق يده يد • يده باسطة • وكلمته نافذة • له حصة في الإبقاء والإهلاك • وقسم في المنع والإعطاء • ونصيب من التصرف في عباد الله تعالى وبلاده • كتصرف المالك في ملكه • وتحكم السيد في عبيده • قد نال من منازل الدنيا أعلاها • وبلغ من أرجائها أقصاها • وصعود رده الملك الشامخ • والسلطان الباذخ • فينبغي أنه مثل ما اختاره الله تعالى • لكن يكون فوق كل أحد • وكل أحد تحت حكمه • وأمره كل على إطاعته بالجنة • وأوعد على مخالفته • والخروج عن أمره بالنار فلذلك يجب أن يكون شكره لله تعالى • وانقياده لأوامره فوق طاعة كل مطيع • وانقياد كل منقاد • ولا يرضى من نفسه لله تعالى بيسير الشكر • ولا بقليل الطاعة • ذكر بن عمر ابن عبد العزيز رحمة الله عليه كان يؤتى قبل الخلافة بالثوب بأربعة آلاف درهم فيقول ما أحسنه لولا خشنة فيه فلما ولي الخلافة
40ظ
كان يؤتى بالثوب بأربعة دراهم فيلمسه فيقول ما أحسنه لولا نعومة فيه فيقل له في ذلك فقال إن لي نفسا تواقة ذواقة ما ذاقت شيئا إلا وتاقت إلى ما هو فوقه وأعلى منه فلما ذاقت الخلافة تاقت إلى ما فوقها • ولم يكن شيء في الدنيا فوقها فتاقت إلى ما عند الله تعالى وما عند الله تعالى لا نصله إلا بترك الدنيا فتركها • وحسبك في المثال واحد وهو أن الله تعالى جعل محمدا صلى الله عليه وسلم أشرف المخلوقات وسيد الأنبياء • وخاتمهم • وهذه هي النعمة العظمى • ثم قال له وللإخوة خير لك من الأولى • ولسوف يعطيك ربك فترضى • وهو المقام المحمود • والحوض المورود وقبول الشفاعة حيث يحجم عنها كل شيء مرسل • وملك مقرب • فلا نعمة في الدنيا والأخرى فوق هذه • مع أنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر • ثم انظر كيف قابل صلى الله عليه وسلم هذه النعم بأنواع الشكر من بدنه وقلبه ولسانه • إلى أن شد الحجر على بطنه • وقام لله تعالى حتى ورمت قدماه • فقيل له في ذلك فقال أفلا أكون عبدا شكورا • ثم جاهد في الله حق جهاده • وعبد الله حتى أتاه اليقين • ومع هذا قال لا أحصي ثناء عليك تصديقا لقوله تعالى وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها • وكما أن نعم الله تعالى كانت في حقه صلى الله عليه وسلم أشمل • كان شكره لله تعالى من جميع الأنبياء والمرسلين • بل من جميع العالمين أوفر وأكمل • ثم قال لا أحصي ثناء عليك • فلما يحصي الثناء الذي هو وظيفة اللسان • وهو أهون ما يكون من الشكر وأيسر طرق الشكر إذ هو قول فكيف يحصي ما هو أعلى من ذلك وهو العمل بسائر الأركان وغيرها وهو فعل ثم اعلم ان نعمة واحدة من نعم الله تعالى تستغرق جميع عمر المنعم عليه بيانه أنه لو شكر الله تعالى واحد على نعمة فتوفيق الله تعالى له لأداء ذلك الشكر نعمة أخرى يجب الشكر عليها وإذا شكر عليها فيجب على شكر آخر فيتسلسل
41و
Halaman tidak diketahui