والياء آخر الحروف والجيم- وهى من أوسع الإقليم أرضا؛ يقال: إن مساحة أرضها ثمانون ألف فدان، ويليها «قنا» (^١) - وهى بقاف مكسورة ونون مخفّفة يليها
_________
- ويقول المغفور له الأستاذ رمزى:
«ببيج القهرمان: هى من القرى الفرعونية القديمة، اسمها الأصلى بيج، وردت فى معجم البلدان لياقوت»، ثم ينقل الأستاذ رمزى ما ذكره ياقوت ويقول:
«ثم ذكرها صاحب الطالع السعيد كذلك باسم بيج، بين دشنا وقنا، قال: وهو أوسع الأقاليم أرضا، ووردت فى قوانين ابن مماتى وفى تحفة الإرشاد باسم ببيج بطانة من القوصية، وفى تاج العروس محرفة باسم منيح بطانة من أعمال قوص، وفى التحفة باسم ببيج القهرمان من أعمال القوصية، وفى الجزء الأول من تاريخ مصر للجبرتى باسم بيج القرمون، وفى دفاتر الروزنامة لغاية سنة ١٢٢٨ هـ باسم ببيج القهرمون، وبسبب خراب مساكن هذه القرية ألغيت وحدتها من عداد النواحى، وقسم زمامها فى سنة ١٢٣١ هـ على نواحى: السمطا وأبو دياب والعزب والطوابية، وبذلك اختفى اسم ببيج، وظهرت أسماء الأربع النواحى المذكورة.
«وبالبحث تبين لى أن سكن قرية ببيج المندرسة، مكانه اليوم كوم ببيج، الواقع فى القطعة رقم ٣ بحوض أم دومة رقم ٦٢، بأراضى ناحية السمطا بمركز دشنا بمديرية قنا، ويقع هذا الكوم شرقى نجع الشيخ رزق، وعلى بعد كيلومتر واحد منه، ولما خربت قرية ببيج، انتقل من كان باقيا بها من السكان إلى أراضى ناحية الطوابية، المجاورة لناحية السمطا، وأنشئوا لهم بالطوابية نجعا، يعرف إلى اليوم بنجع البجية، نسبة إلى ببيج المذكورة»؛ انظر القاموس الجغرافى ١/ ١٤٣.
(^١) ذكرها الرحالة ابن جيير وقال إنها فى الشط الشرقى من النيل وأنها بيضاء أنيقة المنظر ذات مبان حفيلة؛ انظر: الرحلة/ ٦٤، كما ذكرها ابن مماتى فى الأعمال القوصية؛ انظر: القوانين/ ١٧١، وضبطها ياقوت بكسر القاف مع القصر، وقال إنها كلمة قبطية، وربما كتبها بعضهم إقنا، بالألف فى أولها مكسورة؛ انظر: المعجم ٤/ ٣٩٩، ويذكر العلامة شرف الدين ابن الجيعان أن عبرتها- خراجها- كانت خمسمائة وستة آلاف دينار للأشراف بالحجاز؛ انظر: التحفة/ ١٩٥.
ويقول ابن دقماق:
«هى بلدة كبيرة فى ضفة النيل الشرقية، خرج منها جماعة من العلماء والرؤساء، وأرباب مقامات وأحوال ومكاشفات، وجبانتها عليها بهجة ووضاءة؛ يقصدها الزوار من كل الأقطار، استفاض أنه رؤى النبى ﷺ وقال: إنها تقدست بابنى عبد الرحيم؛ وهو سيدى عبد الرحيم القنائى الصالح الزاهد المشهور قطب الوقت …» الخ؛ انظر: الانتصار ٥/ ٣٣؛ وانظر أيضا: صبح الأعشى ٣/ ٣٧٩، والخطط الجديدة ١٤/ ١٢١، والقاموس الجغرافى ٤/ ١٧٨، وقاموس بوانه/ ٥٩١، ورحلة مجدى/ ١٢٠.
وقد حدث أن دهم المدينة سيل جارف فى شتاء عام ١٩٥٥ م فأتى عليها؛ وكادت تزول هذه المدينة التاريخية القديمة من الوجود عينا وأثرا؛ لولا ذلك الجهد الهائل الذى بذله أولو الأمر؛ والذى كان من شأنه أن أعيد بناء المدينة من جديد على أحدث النظم الهندسية.
1 / 11