ابن «أم وديع».
ليه؟ هو حرامي؟ - لأ. شيوعي. - يعني إيه؟
تقول إنها لا تعرف. - شكله إيه؟
لا أتذكر أني رأيته. تقول إنه طالب في الجامعة. وإنه كان يدور على منازل الحارة في السنة الماضية يشرح كيفية الاحتراز من الكوليرا.
يرتفع ذيل فستانها إلى أعلى فتمد يدها وتنزله فوق ركبتيها، لكنها تترك ساقيها منفرجتين. تظهر منطقة مظلمة بينهما. أكتشف أنها لا ترتدي لباسا. تمد أمي يدها أسفل جلبابها. تجذب قطعة كبيرة مطوية من القماش مبللة بالدماء. تدخل الحمام. تخرج بعد قليل. أخاطبها فلا ترد علي. تبدو ضيقة الصدر. تحني رأسها وتنصت. كأنما لصوت ما داخل رأسها. تتجه إلى النافذة. أقترب منها في حذر. أرقد فوق الأرض وأدس رأسي أسفل ثوبها. أعرف أنها ستغتاظ. لا ترتدي لباسا. تزيحني جانبا.
أرتب ورقي. أنظر إلى «سلمى ». تتطلع إلى الأرض ساهمة. ترفع رأسها فتلتقي نظراتنا. تشيح بعينيها. تسقط نظراتي على ساقيها. تفرج ساقيها أكثر. أصعد إلى شقة صاحب المنزل لأقترض قليلا من الملح. تنتحي بي ابنتاه على السلم. تسألاني في صوت هامس عما كانت أمي تقوله بالأمس وهي تصرخ في أبي. لا أفهم أي كلمات تعنيان. تقول إحداهن وهي تبتسم: «شراشيب إيه؟» أقول لهما. يحمر وجهاهما وتضحكان في خفوت.
تتردد الزغاريد. من منزل «حكمت». ترفع «سلمى» عينيها إلى البلكونة التي تعلو بلكونة «صفوت». يقف فيها «عبد الحميد» المجنون ابن صاحب منزلنا. في ملابسه الكاملة والصحيفة المطبقة في يده اليمنى. يوجه نظراته إلينا.
تفرج ساقيها إلى آخرهما ثم تسدل فستانها. تهب واقفة. تختفي في شقتها. تنادي «أم سمير» عليه. يلعلع صوت «أم صفوت» تستدعي ابنها. ينصرفان ويتبعهما الولد السمين. أنتظر لحظة ثم أتسلل صاعدا السلم حتى السطح. بابه مغلق. أدفعه فيفتح. سبت الغسيل في المنتصف. بعض محتوياته فوق الحبال. لا أثر ل «سهام». أقترب من حجرة طالب الهندسة. يدق قلبي. الباب مغلق. أنصت فلا أسمع شيئا. أضع عيني على ثقب المفتاح. لا أرى سوى مكتب خال. أسمع حركة خلف الباب. أجري نحو باب السطح. أهبط مسرعا.
تنبعث الزغاريد من منزل العروس. أصعد إلى شقتنا. أبي جالس في الصالة. «فاطمة» تشكو له من زوجها. تقول إنه يسكر دائما بالسبرتو الأحمر. وبعد ذلك يصبح عدوانيا ويضربها. يهون أبي عليها. يطلب منها إحضار صفيحة جبن قديمة. يأمرها بتنظيفها جيدا بالماء والصابون ثم تجفيفها. يملؤها بكسرات الخبز المتجمع لدينا. يضيف إليها الماء. يبعثها لتشتري خميرة بيرة من الفرن. تلتف بملاءتها السوداء وتذهب. أقف في البلكونة. تعود بالخميرة. يعترضها زوجها «عباس» عند المدخل. «كنت فين يا بنت الكلب؟» تقول في تحد: سيدي «خليل» بعتني السوق.
يضع أبي الخميرة في الصفيحة. يقلب محتوياتها. يقول لها أن تنتظر ثلاثة أيام ثم تعطي «عباس» منها. يقول إن «البوظة» مفيدة للمعدة ومسكرة أيضا. وإنها ستساعده على الامتناع عن السبرتو الأحمر. تنحني على يده وتقبلها: ربنا يخليك يا سيدي.
Halaman tidak diketahui