وهذا يُبَيِّن عنايته بهذا الجانب وإن لم أجد نصًا على اسم مؤدّبه وأستاذه في العربية والأدب، فأما الحديث والكتب المؤلفة فيه وفي فنونه وغيرها فسمعها من الشيوخ المعروفين، وبعد أن ناهز عمره عشرين سنة لا يسمع أو لا يكاد يسمع إلّا في دار أهله، وإذا روى عن بعض شيوخه المتوفين سنة أربعين أو قبلها أو بعدها بقليل يبيّن أنّ السماع كان في داره يقول: "قراءة في دارنا" (^١) أو نحو ذلك.
وقال ابن النجار: أحبّ العلم منذ صباه، وطلب الحديث (^٢).
رحلاته العلمية:
بعد تلقيه من علماء عصره ببلده رحل في طلب الحديث والعلم إلى المراكز العلمية الأخرى في البلدان الإسلامية، ليسمع من شيوخها ويأخذ عن علمائها، شأنه في ذلك شأن أصحاب الحديث، فرحل إلى واسط وخراسان ودمشق ومصر كما يعلم ذلك من ترجمته في التقييد، وقال ابن النجار: رحل إلى الشام والثغور وديار مصر والجزيرة والعراق.
وقال الذهبي في سير النبلاء: .... وسمع بخراسان وما وراء النهر والجبال والجزيرة والسواحل.
شيوخه:
سمع ببغداد من أبي طالب محمد بن محمد بن غيلان، والخطيب
_________
(^١) مقدمة الإكمال ١/ ٢٤.
(^٢) المستفاد ص ٢٠١.
1 / 17