ويقول: يا [أبتاه] ١ إن كان يستطاع فَلْتَعْبُر عني هذا الكأس، وليس كإرادتي لكن كإرادتك، ثم جاء إلى تلاميذه فوجدهم نيامًا، فقال لهم: ما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة، ثم مضى وصلى وقال: يا [أبتاه] ٢ إن لم تستطع أن تعبر عني هذا الكأس حتى أشربها فليكن مسَّرتك، وجاء أيضًا فوجدهم نيامًا فتركهم ومضى يصلي وأعاد كلامه الأوّل"٣.
قلت: انظروا معاشر الضلال ودعاة الضلال، هل تليق هذه الخلال بصفات ذي الجلال؟!.
لو لم يكن في إنجيلكم سوى هذا الفصل لكان قائدًا للعميان، سائقًا إلى غير دين النصرانية من الأديان، إذ كان وما شاكله من أوضح الأدلة على ضعف البشرية وعجز العبودية، / (١/٢٦/ب) فسبحان من بخس النصارى عقولهم وأظلم سبلهم وأعمى دليلهم، أين هذا مما روى "أن رسول الله ﷺ حين احتضر جعل يقول: الرفيق الأعلى"! ٤. فأنبياء الله بل صلحاء الناس محاشون عن هذا التردّد حال الانتقال.
وهذه التوراة تشهد باحتضار طائفة من أولياء الله كإبراهيم وإسحاق ويعقوب وهارون وموسى وغيرهم، وهم راضون بلقاء ربّهم، فرحون بانقلابهم إلى [شَعُوبهم] ٥ فنحن نوَرِّك٦ على من نقل هذا التردد القبيح عن السيد المسيح.