298

============================================================

أخبار الغريض 291 يا أخا بنى حنظلة ، هل لك فى خير تصطنعه إلى ؟ فوالله لو أعطيتنى ما أصبحت تسوق من هذه الإبل ماكنت بأشكر مني لك عليه . فقلت : نعم ، ومن أنت أولا؟ قال : لا تسألنى من أنا ولا أخبرك ، غير أنى رجل بينى وبين هؤلاء القوم مايكون بين بنى العم ، فإن رأيت أن تأتيهم فإنك تجد القوم فى مجلسهم فتنشدهم سە46 بكرة أدماء تجر خفيها غهلا من السمة ، فإن ذكروا لك شييا فذاك ، وإلا استأذنتهم فى البيوت وقلت : إن المرأة والصبى قد يريان ما لا يرى الراجال، فتنشدهم ولا تدع أحدا تصيبه عينك ولا بيتا من بيوتهم إلا نشدتها فيه . فأتيت القوم فإذا هم على جزور يقتسونها، فسلمت وأنتسبت لهم ونشدتهم ضالتى. فلم يذكروا لى شيئا ، فاستأذنتهم فى البيوت وقلت : إن الصبى والمرأة يريان مالا يرى الرجال . فأذنوا . فأتيت أقصاها بيتا ثم أستقريتها بيتا يتا أنشدهم ، فلا يذ كرون شييا . حتى إذا أنتصف النهار وآذانى حر الشمس وعطشت وفرغت من البيوت وذهبت لأنصرف ، حانت منى ألتفاتة، فإذا بثلاثة أبيات، فقلت : ما عند هؤلاء إلاما عند غيرهم، ثم قلت فى نفسى : سوءة ! وثق بى رجل وزعم أن حاجته تعدل مالى ، ثم آتيه فأقول: عجزت عن ثلاثة أبيات ! فانصرفت عامدا إلى أعظمها بيتا ، فإذا هوقد أرخى مقدمه ومؤخره ، فسلمت فرد على السلام ، وذكرت لهم ضالتى. فقالت جارية منهم : ياعبد الله، قدأصبت ضالتك، وما أظنك إلا قد اشتد عليك الحر وآشتهيت الشراب؟ قلت : أجل . فقالت : أدخل .

فدخلت . فأتتنى بصحفة فيها تمر من تمر هجر، وقدح فيه لبن . والصحفة مصرية مفضضة، والقدح مفضض . ولم أرقط إناء أحسن منه. فقالت: دونك .

فتجمعت وشربت من اللبن حتى رويت. ثم قلت : يا أمة الله ، والله ما أتيت اليوم أكرم منك ولا أحق بالفضل ، فهل ذكرت من ضالتى ذكرا؟ فقالت :

Halaman 298