برسيا :
تقدمي نريسا، أنا عازمة على أمور ما زلت تجهلينها فاعلمي أننا سنلقى زوجينا قبل الوقت الذي يظنان.
نرسيا :
وهل يبصراننا؟
برسيا :
بلا ريب يا نريسا، ولكن في زي يوهم أننا غير منقوصتين ما نقصته أجسام النساء: بمعنى أننا متى لبسنا لبس الفارسين الشارخين راهنتك على ما تشائين، وإني سأتقلد خنجري بلباقة لا يستطيعها الرجل، وسترين كيف أرقق حينئذ صوتي فأجعله ناعما كصوت الغلام المراهق، وكيف أحول هذه المشية الحيية إلى مشية الذكر المتباهي، وكيف أتكلم عن مشاجراتي تكلم يافع جميل فخور، وكيف أستدر الأكاذيب من حاضر الذهن فأحسن قصصها ذاكرا العقائل العفيفات اللائي افتتن بحبي، والخرائد المصونات اللائي مرضن أو متن من جفائي إذ لم يكن في وسعي أن أكفهن جميعا، مبديا أسفي على اللواتي قضين نحبهن من أجلي، متفننا في تفصيل أمثال هذه الغرائب والعجائب، حتى ليحلف الرجال الذين يسمعون مني تلك الأقوال أنني لم أفارق المدرسة إلا لعام أو بعض عام خلا.
نريسا :
على هذا سنقضي حينا في مخالطة الرجال.
برسيا :
أف منك وبئس السؤال. لو كان هنا أجنبي لأساء الظن بطهارة نيتنا. هلمي بنا إلى الكنيسة لإتمام العقد، ثم أشرح لك مقصدي في الطريق، وإن أمامنا لمسيرة عشرين ميلا. البدار، البدار. «تخرجان»
Halaman tidak diketahui