Pembaharuan Bahasa Arab
تجديد العربية: بحيث تصبح وافية بمطالب العلوم والفنون
Genre-genre
جمدت اللغة العربية بتعنت اللغويين؛ فإن القول بقياسية الصيغ وسماعيتها بنسبة الكثرة والقلة بالرغم من أنها صيغ سمعت من عرب أصلاء قد أصاب اللغة بجمود لم يبلغ الشعور بقسوته قدر ما بلغ في زماننا، ولم يأنس جيل من أبناء العربية بمقدار أثره في تقييد أساليبهم العلمية قدر ما أنس جيلنا هذا؛ فإن أكثر الصيغ التي وردت منها أسماء النبات والحيوان صيغ سماعية، ومعنى أنها سماعية أنه ممنوع عليك أن تقيس عليها وأن تصوغ على غرارها أسماء جديدة تدل على حيوان أو نبات لم يذكره العرب؛ على قلة ما تستطيع أن تعين من أشخاص الحيوان والنبات التي ذكرها العرب؛ لضعف التعاريف أو فقدانها بتة، فلم يبق أمام الواضعين للأسماء الجديدة إلا الصيغ القياسية، وهي قليلة مقيسة بالعدد الوافر الذي ورد في كلام العرب من الصيغ التي اعتبرها اللغويون سماعية. وما هذه القيود الثقيلة التي لا مبرر لها إلا مسألة إحصائية قيدت اللغة وقيدت الواضعين بقيود وصفدتهم بأغلال، هي السر الوحيد فيما يقال عن عجز اللغة العربية عن مجاراة اللغات الأخرى في وضع الأسماء الدالة على الأشياء الحديثة، ذلك في حين أن إجازة الصوغ على تلك الصيغ التي قيل إنها سماعية يفتح على اللغة أبوابا واسعة تجعلها تفوق كل لغات الأرض في القدرة على الوضع اللغوي الأصيل الذي لا يخرج عما اتبعه العرب من الأصول التي جروا عليها في بناء لغتهم المجيدة.
وما أريد هنا إلا أن نرجع إلى مذهب القائلين بأن كل ما قيس على كلام العرب - ويقصد بهم العرب الأصلاء إلى نهاية القرن الثالث الهجري وبداية القرن الرابع - فهو من كلام العرب، وعلى رأسهم الإمام ابن جني، فإن الظرف العلمي يحفزنا إلى التسليم بالقول بأن كل الأوزان التي صاغ منها العرب أسماء الحيوان والنبات قياسية، بصرف النظر عما ورد منها قلة وكثرة في كلام العرب.
ذلك بأن العربي لم يجر في وضع الأسماء على غير قاعدة، بل إنه اتبع قاعدة أوحى بها إليه طبيعة الظرف الذي أحاط به في مختلف البيئات التي عاش فيها، وساعدته سليقته على تطبيقها. فإنك إذا تأملت الأمر بعض الشيء ألفيت أن العربي كان ينظر في الشيء فيلحظ فيه كثيرا من الصفات، فإذا غلبت في الشيء صفة صاغ له اسما مستمدا من اللفظ الذي يدل على هذه الصفة، والأمثال على ذلك كثيرة لا تحصى، ولا بأس بأن نورد هنا بعضا منها:
الإسليح:
نبات، قال أبو حنيفة الدينوري: واحدته إسلحة طوال القصب في لونه صفرة تأكله الإبل، وقيل: هو عشبة تشبه الجرجير وينبت في حقوف الرمل، الأولى أكثر (ابن سيده). وقيل: هو نبات سهلي ينبت ظاهرا وله ورقة رقيقة لطيفة وسنفتة محشوة حبا كحب الخشخاش، وهو نبات مطر الصيف يسلح الماشية (ابن خالويه واللسان) ا.ه. فأخص صفة لحظها العرب في النبات أنه يسلح الماشية أي يسهل بطونها، فسماه العربي الإسليح وزان إفعيل.
الرتم والرتيمة:
قال أبو حنيفة: الرتم والرتيمة نبات من دق الشجر كأنه من دقته شبه بالرتم، وهو الخيوط (اللسان)، وقيل إنه شجر له زهر كالخيرى وحب كالعدس (ابن سيده)، والرتم خيط يعقد في الإصبع للتذكير (ج)، رتائم وأرتمة، والرتم: محركة نبات من دقته كأنه شبه بالرتم، زهره كالخيرى وبزره كالعدس (القاموس: 116: 4).
السلت:
قال الليث: شعير لا قشر له، زاد الجوهري كأنه الحنطة، وعن أبي حنيفة: هو صنف من الشعير ينجرد من قشره كله، وعن «اللسان»: وينسلت حتى يكون كالبر سواء.
السمنة:
Halaman tidak diketahui