202

Pengalaman Umat dan Turun-Temurunnya Aspirasi

تجارب الأمم وتعاقب الهمم

Editor

الدكتور أبو القاسم إمامي

Penerbit

دار سروش للطباعة والنشر

Edisi

الثانية للأجزاء ١ - ٢

Tahun Penerbitan

والأولى للأجزاء ٣ - ٨

Lokasi Penerbit

طهران ٢٠٠٠ م- ٢٠٠٢ م

Wilayah-wilayah
Iran
هذه الأمم التي سميناها أعنى: من الترك والبربر والزنج والجبال وغيرهم مثل ما أخذنا عن الهند والروم، لظهور هذه الأخلاق فيهم وغلبتها عليهم. ولم تصلح أمّة قطّ ولا ملكها على ظهور هذه الأخلاق فيها. وإنّ أول ما أنا ناف وتارك من هذه الأمور، هذه الأخلاق التي هي أعدى أعداءكم.
«أيّها الناس! إنّ فيما بسط الله علينا بالسلامة والعافية والاستصلاح، غنى لنا عمّا نطلب بهذه الأخلاق المردية المشؤومة.
فاكفوني في ذلك أنفسكم فإنّ قهر هذه الأعداء أحبّ إلىّ وخير لكم من قهر أعدائكم من الترك والروم. فامّا أنا- يا أيّها الناس- فقد طبت نفسا بترك هذه الأمور ومحقها وقمعها ونفيها عنكم، لا حاجة لى بما فيها، ولا بالذي علىّ منها، فطيبوا أنفسا بالذي طبت [٢١٤] به نفسا منكم.
«يا أيها الناس! إنّى قد أحببت أن أنفى عنكم عدوّكم الباطن والظاهر، فأمّا الظاهر منهما، فإنّا بحمد الله ونعمته، قد نفيناه وأعاننا الله عليه وخضد [١] لنا شوكته، وأحسنتم فيه وأجملتم وآسيتم وأجهدتم. فافعلوا في هذا العدوّ كما فعلتم في ذلك العدوّ، واعملوا فيه كالذي عملتم في ذلك، واحفظوا عنى ما أوصيكم به، فانّى شفيق عليكم ناصح لكم.
«أيّها الناس! من أحيى هذه الأمور فينا، فقد أفسد بلاءه عندنا بقتاله من كان يقاتلنا من أعدائنا، فإنّ هذه أكثر مضرّة وأشدّ شوكة وأعظم بليّة وأضر تبعة. اعلموا أنّ خيركم- يا أيّها الناس! - من

[١] . خضد الشيء: كسره من غير فصل، خضد الشجر: نزع الشوك عنه.

1 / 208