هم صميم الكرام من العلماء وأكابر الزمان، من أهل القرون الأولى ومَنْ بعدهم إلى الآن، مع ذكر فوائد نافعة غريبة، وبيان عوائد نفيسة عجيبة.
ومن أمعن النظر في مطالعة كتب القوم: ١ - كتاريخ الإسلام، ٢ - وتذكرة الحفاظ، ٣ - والنبلاء، ٤ - وكامل ابن الأثير، ٥ - وتاريخ القاضي ابن خلكان، ٦ - وفوات الوفيات، ٧ - وتاريخ ابن الوردي، ٨ - وطبقات ابن رجب، ٩ - ونفح الطيب للمَقَّري، ١٠ - والدرر الكامنة، ١١ - والنور المسافر، ١٢ - وخلاصة الأثر، ١٣ - والضوء اللامع، ١٤ - والبدر الطالع، ونحو ذلك، علم أن الفيض الإلهي لم ينقطع، وأن اللطف الرباني لم يتم، وأن الرحمة العامة لم تنصرم، وأن التفضل الرحماني لم يختم، وأن الجود المهيمني لم يبخل، وسميت هذا المختصر:
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول
وما أنا فيما أوردت فيه من التراجم والأخبار بمعتقد كمالي، ولا معتصم من إخلالي، على أني بجسارة أقول: إنه حوى صفوة أقوال الرواة العدول، ونخبة أحوال الأعلام الفحول، دون عدول يجيء به تعصب ديني، أو ميل غرضي.
ولقد سلكت في هذا الكتاب مسلك أبناء العصر، ومهيع أولاد الدهر؛ فإن الناس بزمانهم، أشبهُ منهم بآبائهم.
ولو أخذت فيه أخذ الأدباء، وألبسته من براعة الكلام وبلاغة المعاني الإزار والرداء، فأبرزت فيه من المعاني الجزلة كلَّ بديع، في قوالب مبان فحلة ولفظ رفيع، لما عرف أحد قدره، ولا التفت إليه، ولا عوّل لقصور الأفهام والهمم عليه.
ولما كانت المجازات خيرًا من الحقائق، والغلط المستعمَل أولى من الصواب في الدقائق، حررته في عبارات يسيرة، وإشارات رقيقة غير عسيرة، ولنعم ما قيل شعرًا:
إذا أحسستَ في لفظي قُصورًا ... وحظي والبراعةِ والبيانِ
1 / 10