Taj Manzur
التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط
Genre-genre
وقيل: لكل آدمي ملكان: أحدهما عن يمينه يكتب حسناته، والآخر عن شماله يكتب سيئاته؛ وقلمهما لسانه(112)، ومدادهما ريقه؛@فإذا عمل حسنة كتبها بلا مشاورة لصاحب الشمال، وإذا عمل سيئة قال له صاحب اليمين: قف سبع ساعات، لعله يستغفر ويتوب منها، فإذا لم يفعل كتب واحدة، وقد وكل الله بكل عبد ملكين بالليل، وملكين بالنهار، يتعاقبان عليه.
ولا توصف الملائكة بلحم ولا بدم ولا بذكورية، ولا بأنوثية، ولا بهرم، ولا مرض، ولا بأسف، ولا فرح، ولا بتناسل، ولا براحة ولا تعب(113)، ولا بموت، قبل فناء الدنيا بل هم عباد مكرمون {لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} (سورة التحريم: 6) عليهم السلام.
.فصل
إبليس لعنه الله، أبو الجن، كما أن آدم أبو البشر؛ وقيل أبو الجن غيره. وليس هو من الملائكة وإن أمر معهم بالسجود لآدم.
والجن مكلفون كالإنس. والشياطين كفرة الجن ومردتهم. وقيل: سأل الله أبو الجن أن يجعله يرى ولا يرى، وأن يجعل مسكنه تحت الثرى؛ فجعل له ذلك ولذريته.
ابن بركة: من قال إن الجن يراهم بنو آدم ويكلمونهم، وأن السحرة ينقلبون حياتا، تاب واستغفر وإلا برئ منه. ولا يجوز لآدمي أن يقول إنه رأى إبليس، أو رآه آدمي غيره.
وقول ابن بركة مشكل بالنسبة إلى الكلام، فإنه وقع لمشايخ كما يعلم بالوقوف على سير المغاربة. وأما الرؤية على شكل خلقوا عليه فنعم، ولا يبعد منهم تبدل الصور كما قال أبو سعيد: إن ظواهر القول أن الجن قد يتصورون بصور الطير والدواب، ويتشبهون بصور الإنسان، وكذا بعض من يضاف إليه السحر من الإنس ولا يمتنع من كل منهما، ولا نثبت ذلك على الحققيقة فيهما، ولا ننفيه حتى يصح.
وخلق الله -قيل- الشياطين في أقبح صورة، وأشنع هيئة، فلو أظهرهم لخافهم الإنس، وتوحش منهم، فأخفاهم رحمة منه لنا.
Halaman 75