Taj Manzur
التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط
Genre-genre
ومن الأصلية الضفدع فيلحقها بعض أحكام البرية، وبعض أحكام المائية؛ فبعض كره سؤرها إن جاءت من البر، لأنها تقذر من النجس، والأصح أنها طاهرة وبولها إن جاءت من الماء أو من قربه ولم تصل مسترابا، فكالمائيات طاهر، ولو جاءت إليه من البر، وقيل: فاسد مطلقا، وقيل: كبول الفأر، وقيل: الفأر أشد، وفي بعرها خلاف أيضا،(63) وقيل: كبولها إن جاءت من البر أفسد وإلا فلا.
وبين الضفادع والحيات والأماحي ونحوها فرق، لأنها مائيه، وما دامت في الماء فما جاء منها ولو ميتا طاهر. وإن انتقلت إلى حال تعيش في البر والماء لحقها الخلاف، وقيل: تفسده مطلقا، وقيل: إن غيرت وصفا منه، وقيل: لا ولو ماتت في غيره ووقعت فيه، أو غيرته. وإذا ثبت لها حكم ذوات البر من غير أن يستراب مرعاها اختير أن لا يفسد بعرها، وهي كالأنعام وأرواثها، وإذا صارت إلى أحكام البرية أفسدت ميتتها غير الماء وأن لا تفسده إن ماتت فيه ولم يسترب مرعاها في البر، بخلاف الحيات ونحوها، فأصلها برية وتفسد الماء إن ماتت فيه إن عاشت في البر، وإن عاشت فيهما فالخلاف.
ومالم يثبت لذوات البر حكم بالعيش في الماء، كما ثبت له الإنتقال منه إلى البر فعلى أصلها، واختير أن ميتة الحيات ونحوها مفسدة للماء وغيره. وأن الضفدع إن ماتت في خل أو طعام لم تفسده إلا إن عاشت بنجس فلو وقعت ميتتها في ماء يطبخ فيه طعام مما لا يخالطه وينفرد باسمه كماء الباقلاء والحمص واللوبيا ونحوها فلا تفسده، وينجس ما فيه كما قيل في القملة؛ إن ماتت في ثوب أو بدن لا تفسده ولو رطبا أو رطبة، لأنها من ذواته، ولو كان فيهما طهارة غيرهما لأفسدتها، وقيل: كل ذلك نجس، لأنها أطعمة لا ماء، وقيل: لا يمكن أن يكون الماء طاهر، وما فيه نجس فإما أن يطهرا أوينجسا.
Halaman 293