161

Taj Manzur

التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط

Genre-genre

ويروى: «أحبكم إلى الله -عز وجل- أكثركم له ذكرا»، وأفضل الدعاء الحمد لله، والصلاة أفضل من القراءة، وهي أفضل من الذكر، وهو أفضل من الصدقة، وهي أفضل من الصوم، وهو جنة من النار.

ومذاكرة العلم أفضل من صلاة النفل، ولا شيء -قيل- بعد أداء الفرض من تعليم العلم . ويروى: «أقربكم مني غدا، أكثركم جوعا وتفكرا»، والتفكر نصف العبادة، والجوع العبادة كلها.

وقيل: إن لله أقواما أنعم الله عليهم بمعرفته، وشرح صدورهم فأطاعوه، فتوكلوا عليه، فسلموا الخلق والأمر له، فصارت قلوبهم معادن لصفاء اليقين، وبيوتا للحكمة، وتوابيت للعظمة، وخزائن للقدرة، فهم بين الخلق مقبلون ومدبرون، قلوبهم تجول بين الملكوت، وتلوذ بمحجوب العيوب ثم ترجع، وحق لها من لطيف الموائد ما لا يمكن لواصف وصفه؛ فهم في باطن أمورهم كالديباج وحشاهم، في الظاهر مناديل يبذلون لمن أرادهم تواضعا.

وهذه طريقة من الفكر لا يبلغها أحد بالتكلف، وإنما هو فضل الله يؤتيه من يشاء. ومن تفكر -قيل- في العواقب دمعت عيناه ووجف قلبه، والفكر مرآة المؤمن تريه حسناته وسيئاته، وتفكر ساعة خير من قيام ليلة. والفكر ثقيل على القلب ويخففه الله على من يشاء.

فصل

الأدعية كلها حسنة، وأفضلها الاستغفار في الأسحار مع حضور القلب والقطع بالإجابة.

وروي: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، وأنه لا يستحب دعاء من قلب غافل، وأنه لايحرم السائل الإجابة، وأن من سأل ربه أعطاه.

فإذا أراد أن يستجيب لأحد ألهمه الدعاء، وإذا أراد أن يحرمه أنساه الدعاء والتضرع إليه. وربما كانت الإجابة بسرعة مقتا من الله وبالعكس محبة منه لعبده ليعاود الدعاء والتضرع، وذلك أصلح له.

ويروى: «إذا دعوت فادع بباطن كفك، فإذا فرغت فامسح بهما وجهك»؛ ويكره رفع الأيدي والأصوات عند الدعاء، وقد مر ذلك.

Halaman 161