Taj Manzur
التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط
Genre-genre
فصل ندب للتائب بعد تطهير قلبه والتخلص من تباعاته أن يلازم ذكر ذنوبه، ويكثر توبيخ نفسه، والتضرع منها إلى ربه، والابتهال إليه؛ وعلى المسلمين أن لا يردوا التوبة على أهلها.
أبو عبد الله: من كلما أذنب تاب، وكان على ذلك إلى أن مات تائبا فليس بمقيم على الذنوب، وإنما المقيم هو المصر عليها، ومن كان كذلك وقد تقدمت ولايته فهو عليها، وعلم قبول توبته وهلاكه عند الله، فإذا تاب وثبت عقله، وجاز إيصاؤه وإقراره رجئ له قبولها، فإذا تغرغر وصار لا يجوزان منه ثم تاب لم يرجع إلى ولايته.
ابن روح: لا يتعاظم عند الله ذنب مع صدق التوبة، [72] ولا يتصاغر عنده مع الإصرار، ولو أن رجلا ابتلي بقتل ما لا يحصى من الأنفس ظلما ثم علم الله منه صدقها والديانة بالتخلص ثم مات قبله، لكان وليا.
أبو عبيدة : إن أصاب قوم أموالا ودماء ثم قال بعضهم لبعض: أصبنا ذلك برأي لا بدين، ثم قتلوا عقب قولهم قبل أن يعلم منهم التخلص، فهم في الولاية لاعترافهم، ولا يرى هلاك فاعل ذلك إن لم يجد وفاء وعلم منه صدق التوبة لما روي: ((إن التائب من الذنب كمن لا ذنب له)).
وعلينا أن لا نؤيس طالبها من الرحمة، فكل دائن بحقوق الإسلام ديانة الصادقين فغير مصر ولو لم يوص بها لإمكان نسيانه أو عدم تمكنه من الوصية؛ وتوبة النباش رد الثياب أو قيمتها في أكفان الموتى والتوبة، ويروى: ((إذا تاب إلي عبدي، أنسيت جوارحه ذنوبه والبقاع والحفظة حتى لا يشهدوا عليه غدا)).
Halaman 137