Taj Manzur
التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط
Genre-genre
وإذا أراد الله بعبد خيرا عجل عقوبة ذنبه. وقيل: ضاحك معترف به، خير من باك مدل على ربه؛ ولا يأمن زوال نعمة، أو حلول نقمة، أو تعجيل فناء راكب المعصية. وروي: ((اشتد غضب الله على من ستر عليه ذنبا فأفشاه)).
ومن تاب من كبير رد عليه صالح عمله، وقيل: يعوض في مستقبل عمره، ويضاعف له في عمله إن صدقت توبته. ومن عصى طويلا ثم تاب محيت ذنوبه، وقبل عمله إن صدقت.
بشير: من عمل صغيرا أو نوى أن يتوب منه غدا فهو مصر، وقيل: لا إن دان بالتوبة. ومن تاب وندم، فندمه إقلاع وتوبة. ومن أكثر إجلالا لله كان أرجى لقبول توبته.
الباب العشرون
في التوبة وفضلها
قال تعالى: {إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة}(سورة النساء: 17) يعني بعمد، وقيل: بعقوبة الذنب، وقيل: كل معصية فهي جهالة، وقيل: هي اختيار اللذة الفانية على الباقية.
{ثم يتوبون من قريب} أي من قبل أن تحيط السيئات بالحسنات فتحبطها؛ وقيل: ما صح العبد قبل المرض [71] والموت، وقيل: قبل الموت، وقيل: قبل معاينة ملك الموت؛ وروي: ((أن الله يقبل توبة العبد قبل أن يموت بيوم))، وفي رواية بنصفه، وفي آخرى بضحوة، وفي أخرى أيضا مالم يغرغر بنفسه.
والتوبة معناها الرجعة عن الذنب، وتصح بالندم والإقلاع والتدارك بممكن، والعزم على عدم العود.
فإن قيل: كيف يمكن لعبد أن يصبر على الذنوب وأنبياء الله تعالى -صلوات الله عليهم- وهم أشرف الخلق قد اختلف فيهم هل نالوا هذه الدرجة أم لا؟ قيل له: إنه ممكن، لأنه تعالى يختص برحمته من يشاء.
Halaman 135